باب القول في الاستنجاء
  قتادة، عن قاسم الشيباني، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله ÷: «إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا دخل أحدكم [الخلاء] فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث»(١).
  وروى محمد بن منصور، عن أحمد بن عيسى، عن حسين بن علوان، عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي $ أنه كان إذا دخل المخرج قال: «بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الرِّجْس النَّجِسْ(٢) الخَبِيثِ(٣) المُخْبِث الشيطان الرجيم»(٤).
مسألة: [في كراهة استقبال القبلة واستدبارها عند قضاء الحاجة]
  ولا يجلس مستقبل القبلة ولا مستدبرها.
  قال القاسم #: وهو في الفضاء أشد.
  وهذه الجملة قد نص عليها القاسم # في مسائل النيروسي، ونص عليها الهادي # في كتاب الأحكام والمنتخب جميعاً(٥).
  فأما القاسم # فقد صرح بأن النهي عن ذلك على سبيل الكراهة دون التحريم، وإليه أشار الهادي # في الأحكام، فأما في المنتخب فإنه أومأ إلى التحريم.
  ووجه تحريمه: ما أخبرنا به أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا أبو جعفر الطحاوي، قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عطاء بن
(١) مصنف ابن أبي شيبة (١/ ١١).
(٢) الرِّجْس: القَذَر، وقد يعبر به عن الحرام والفعل القبيح والعذاب واللعنة والكفر، والمراد في هذا الحديث الأول. قال الفراء: إذا بدأوا بالنجس ولم يذكروا معه الرجس فتحوا النون والجيم، وإذا بدأوا بالرجس ثم أتبعوه النجس كسروا الجيم. (نهاية).
(٣) الخبيث: ذو الخبث في نفسه، والمخبث: الذي أعوانه خبثاء، كما يقال للذي فرسه ضعيف: مُضْعِف. وقيل: هو الذي يعلمهم الخبث ويوقعهم فيه. (نهاية).
(٤) أمالي أحمد بن عيسى.
(٥) الأحكام (١/ ٥٧)، والمنتخب (٥٣).