شرح التجريد في فقه الزيدية،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

باب القول في الاستنجاء

صفحة 231 - الجزء 1

  قتادة، عن قاسم الشيباني، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله ÷: «إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا دخل أحدكم [الخلاء] فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث»⁣(⁣١).

  وروى محمد بن منصور، عن أحمد بن عيسى، عن حسين بن علوان، عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي $ أنه كان إذا دخل المخرج قال: «بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الرِّجْس النَّجِسْ⁣(⁣٢) الخَبِيثِ⁣(⁣٣) المُخْبِث الشيطان الرجيم»⁣(⁣٤).

مسألة: [في كراهة استقبال القبلة واستدبارها عند قضاء الحاجة]

  ولا يجلس مستقبل القبلة ولا مستدبرها.

  قال القاسم #: وهو في الفضاء أشد.

  وهذه الجملة قد نص عليها القاسم # في مسائل النيروسي، ونص عليها الهادي # في كتاب الأحكام والمنتخب جميعاً⁣(⁣٥).

  فأما القاسم # فقد صرح بأن النهي عن ذلك على سبيل الكراهة دون التحريم، وإليه أشار الهادي # في الأحكام، فأما في المنتخب فإنه أومأ إلى التحريم.

  ووجه تحريمه: ما أخبرنا به أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا أبو جعفر الطحاوي، قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عطاء بن


(١) مصنف ابن أبي شيبة (١/ ١١).

(٢) الرِّجْس: القَذَر، وقد يعبر به عن الحرام والفعل القبيح والعذاب واللعنة والكفر، والمراد في هذا الحديث الأول. قال الفراء: إذا بدأوا بالنجس ولم يذكروا معه الرجس فتحوا النون والجيم، وإذا بدأوا بالرجس ثم أتبعوه النجس كسروا الجيم. (نهاية).

(٣) الخبيث: ذو الخبث في نفسه، والمخبث: الذي أعوانه خبثاء، كما يقال للذي فرسه ضعيف: مُضْعِف. وقيل: هو الذي يعلمهم الخبث ويوقعهم فيه. (نهاية).

(٤) أمالي أحمد بن عيسى.

(٥) الأحكام (١/ ٥٧)، والمنتخب (٥٣).