شرح التجريد في فقه الزيدية،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

باب القول فيما ينبغي أن يفعله المفرد والقارن والمتمتع

صفحة 392 - الجزء 2

  وروى ابن أبي شيبة عن سويد بن غفلة: أنه كان يستلم الأركان. وروى مثله عن عطاء عن يعلى بن أمية⁣(⁣١).

  وقلنا: إنه لم يقدر على الاستلام أشار بيده لما روي أنه ÷ استلم بمحجن. وذلك يجري مجرى أن يشير.

  وقد روى ابن أبي شيبة بإسناده عن عكرمة أن النبي ÷ طاف بالبيت على بعير، فكان إذا أتى على⁣(⁣٢) الحجر الأسود أشار إليه⁣(⁣٣).

مسألة: [فيما يقال عند استلام الأركان وفي ركعتي الطواف]

  قال: ويقول عند استلامه: {رَبَّنَا ءَاتِنَا فِے اِ۬لدُّنْيَا حَسَنَةٗ وَفِے اِ۬لْأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ اَ۬لنَّارِۖ ١٩٩}⁣[البقرة]، ويسبح الله ويهلله ويصلي على النبي ÷ في الطواف، فإذا فرغ منه صلى ركعتين وراء مقام إبراهيم ÷، وقرأ في الأولى بـ (الحمد) و (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية بـ (الحمد) و (قل هو الله أحد)، وإن شاء قرأ في الأولى بـ (قل هو الله أحد) وفي الثانية بـ (قل يا أيها الكافرون)، أو بغيرهما من مفصل السور. وجميعه منصوص عليه في الأحكام⁣(⁣٤).

  وروى أبو داود في السنن بإسناده عن عبدالله بن السائب قال: سمعت النبي ÷ يقول ما بين الركنين: {رَبَّنَا ءَاتِنَا فِے اِ۬لدُّنْيَا حَسَنَةٗ وَفِے اِ۬لْأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ اَ۬لنَّارِۖ ١٩٩}⁣(⁣٥) [البقرة].

  وروى ابن أبي شيبة بإسناده⁣(⁣٦) عن رجل من خزاعة كان أميراً على الحاج أنه خطب وقال: إن النبي ÷ قال: «يا عمر، إنك رجل شديد، تؤذي


(١) مصنف ابن أبي شيبة (٣/ ٣٦٦).

(٢) «على» ساقطة من (أ)، وفي (ج): إلى.

(٣) مصنف ابن أبي شيبة (٣/ ١٧٠).

(٤) الأحكام (١/ ٢٥٨، ٢٥٩).

(٥) سنن أبي داود (٢/ ٤٤، ٤٥).

(٦) في (أ، ب، ج): أيضاً بإسناده.