باب القول فيما ينبغي أن يفعله المفرد والقارن والمتمتع
  وقلنا: إنه يقف بها داعياً ومهللاً إلى أن تجب الشمس لأن النبي ÷ فعل ذلك.
  وفي رواية ابن أبي شيبة، عن جعفر، عن أبيه، عن جابر أن النبي ÷ استقبل القبلة، فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلاً.
مسألة: [في الإفاضة إلى مزدلفة والعودة إلى منى]
  قال: فإذا وجبت الشمس أفاض ملبياً نحو مزدلفة بالسكينة والوقار والذكر والاستغفار، ولا يصلي المغرب ولا العتمة حتى يرد مزدلفة، ثم يجمع بها بينهما بأذان واحد وإقامتين، ثم يقف بها حتى يطلع الفجر، فإذا صلى الفجر مضى ووقف عند المشعر الحرام ساعة، ودعا وذكر الله سبحانه وسبحه وصلى على نبيه ÷، ثم يفيض راجعاً إلى منى ملبياً بالخشوع والوقار والقراءة والتهليل، ويستحب له الإسراع في السير إذا انتهى إلى وادي محسر حتى يتجاوزه، فإذا انتهى إلى منى حط بها رحله، ثم أتى جمرة(١) العقبة فيرميها بسبع حصيات، يهلل ويكبر، ويقطع التلبية مع أول حصاة يرميها.
  وهذا منصوص عليه في الأحكام(٢).
  قلنا: إنه يفيض ملبياً إذا غابت الشمس بالسكينة والوقار؛ لما روي عن جعفر، عن أبيه، عن جابر أن رسول الله ÷ أفاض من بعد ما غابت الشمس وذهبت الحمرة قليلاً، ودل على ذلك قول الله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ اَ۬لنَّاسُۖ}[البقرة: ١٩٨]، وفي حديث جابر أن رسول الله ÷ كان يكف راحلته حتى إن رأسها يصيب رجلها ويقول: «السكينة السكينة أيها الناس».
  وقلنا: إنه يستغفر الله لقول الله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ اَ۬لنَّاسُۖ وَاسْتَغْفِرُواْ اُ۬للَّهَۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞۖ ١٩٨}[البقرة].
  وقلنا: إنه يذكر الله لما روى الطحاوي بإسناده عن ابن مسعود أنه قال:
(١) في (أ): أتى بها جمرة العقبة.
(٢) الأحكام (١/ ٢٦٥).