باب القول فيما يلزم الإمام للأمة ويلزمهم له
كتاب السير
باب القول فيما يلزم الإمام للأمة ويلزمهم له
  يجب على الإمام أن يقوم في الأمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويقيم حدود الله ø على كل من وجبت عليه من شريف أو دنيء أو قريب أو بعيد، ويشتد غضبه على كل من عصى الله ø ولو كان أباه أو ابنه أو غيرهما من قريب أو بعيد(١).
  وهذه الجملة لا خلاف فيها.
  والأصل في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قول الله ø: {لُعِنَ اَ۬لذِينَ كَفَرُواْ مِنۢ بَنِے إِسْرَآءِيلَ عَلَيٰ لِسَانِ دَاوُۥدَ ...} الآية [المائدة: ٨٠]، فدل ذلك على أن أحد ما لعنوا من أجله أنهم كانوا لا ينهون عن المنكر، وقال الله ø حاكياً عن لقمان، {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ اِ۬لْمُنكَرِ}[لقمان: ١٦]، وقال تعالى: {۞وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٞ يَدْعُونَ إِلَي اَ۬لْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ اِ۬لْمُنكَرِۖ}[آل عمران: ١٠٤]، وقال: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ اِ۬لْمُنكَرِ}[آل عمران: ١١٠]، [وقال ø: {مِّنْ أَهْلِ اِ۬لْكِتَٰبِ أُمَّةٞ قَآئِمَةٞ ...} إلى قوله: {وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ اِ۬لْمُنكَرِ}[آل عمران: ١١٤]](٢).
  وروى زيد بن علي عن أبيه، عن جده، عن علي $ قال: قال رسول الله ÷: «لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم، ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم»(٣).
(١) الأحكام (٢/ ٣٦٦).
(٢) ما بين المعقوفين ساقط من (ب، د، هـ).
(٣) أمالي أحمد بن عيسى (٤/ ٢٦٨) وهو في مجموع الإمام زيد بن علي @ (٢٧٦) موقوفاً على الإمام علي #.