شرح التجريد في فقه الزيدية،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

باب القول فيما يلزم الإمام للأمة ويلزمهم له

صفحة 491 - الجزء 6

كتاب السير

باب القول فيما يلزم الإمام للأمة ويلزمهم له

  يجب على الإمام أن يقوم في الأمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويقيم حدود الله ø على كل من وجبت عليه من شريف أو دنيء أو قريب أو بعيد، ويشتد غضبه على كل من عصى الله ø ولو كان أباه أو ابنه أو غيرهما من قريب أو بعيد⁣(⁣١).

  وهذه الجملة لا خلاف فيها.

  والأصل في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قول الله ø: {لُعِنَ اَ۬لذِينَ كَفَرُواْ مِنۢ بَنِے إِسْرَآءِيلَ عَلَيٰ لِسَانِ دَاوُۥدَ ...} الآية [المائدة: ٨٠]، فدل ذلك على أن أحد ما لعنوا من أجله أنهم كانوا لا ينهون عن المنكر، وقال الله ø حاكياً عن لقمان، {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ اِ۬لْمُنكَرِ}⁣[لقمان: ١٦]، وقال تعالى: {۞وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٞ يَدْعُونَ إِلَي اَ۬لْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ اِ۬لْمُنكَرِۖ}⁣[آل عمران: ١٠٤]، وقال: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ اِ۬لْمُنكَرِ}⁣[آل عمران: ١١٠]، [وقال ø: {مِّنْ أَهْلِ اِ۬لْكِتَٰبِ أُمَّةٞ قَآئِمَةٞ ...} إلى قوله: {وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ اِ۬لْمُنكَرِ}⁣[آل عمران: ١١٤]]⁣(⁣٢).

  وروى زيد بن علي عن أبيه، عن جده، عن علي $ قال: قال رسول الله ÷: «لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم، ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم»⁣(⁣٣).


(١) الأحكام (٢/ ٣٦٦).

(٢) ما بين المعقوفين ساقط من (ب، د، هـ).

(٣) أمالي أحمد بن عيسى (٤/ ٢٦٨) وهو في مجموع الإمام زيد بن علي @ (٢٧٦) موقوفاً على الإمام علي #.