باب القول في الأيمان
  كان ما فعله بعض الصوم، وكذلك إن حلف ألا يصلي فصلى ركعة بسجدتيها أنه يحنث وإن كان ذلك بعض الصلاة، فكذلك ما اختلفنا فيه.
مسألة: [فيمن حلف ألا يلبس ثوبه أحد فسرقه سارق ولبسه]
  قال: وإن حلف ألا يلبس ثوبه أحدٌ فسرقه سارق ولبسه حنث إن كانت يمينه مبهمة، وإن كان نوى ألا يلبسه أحدٌ بإذنه فلبسه السارق بغير إذنه لم يحنث(١).
  قلنا في الأول: إنه يحنث لأنه أطلق اليمين ولم يكن الإذن منوياً ولا منطوقاً.
  وقلنا في الثاني: إنه لا يحنث لأن منوي الإذن كمنطوقه للوجه الذي تقدم في معاني حكم النية.
مسألة: [فيمن حلف ألا يفارق غريمه حتى يأخذ حقه منه ففر غريمه أو قام هو لحاجة]
  قال: ومن حلف ألا يفارق غريمه حتى يأخذ حقه منه ففر غريمه أو قام هو لحاجة، وكان نوى ألا يزايله ويراصده حنث(٢).
  قال أبو حنيفة: إذا فر غريمه لم يحنث، وقيل: إنه للشافعي على قولين.
  وذلك أنه حلف ألا يفارقه، فتعلقت اليمين بالمفارقة، فإذا جرى ما ذكر فقد وقعت المفارقة التي حلف ألا تقع، فوجب أن يحنث.
  وقوله: وكان نوى ألا يزايله ويراصده فعلى التأكيد، وإلا فالحنث واقع باللفظ.
  قال: فإن حلف ألا يفارقه حتى يأخذ حقه، وكان عليه عين فأخذ عرضاً بقيمته - لم يحنث، وإن أخذ رهناً أو قبل ضامناً ثم فارقه على ذلك لم يحنث أيضاً
(١) المنتخب (٣١٦).
(٢) المنتخب (٣٠٨).