شرح التجريد في فقه الزيدية،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

مقدمة التحقيق

صفحة 17 - الجزء 1

مقدمة التحقيق

  

  الحمد لله ربِّ العالمين، الحمد لله وسلام على المرسلين، الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين، خاتم الأنبياء والمرسلين، محمد الصادق الأمين، وعلى آله الغرِّ الميامين، وبعد:

  يسرُّ مكتبة أهل البيت $ أن تقدِّم للقرَّاء الكرام هذا السفر الجليل (شرح التجريد في فقه الزيدية) للإمام الأعظم المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني الحسني #، وهو من الكتب العظيمة في التراث الزيدي، جمع فيه الإمام بين أقوال الإمامين الأعظمين القاسم بن إبراهيم وحفيده الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين واستدلَّ عليها من كتب الخصوم.

  وقد بنى الإمام # كتابه على الإنصاف للمخالفين بإيراد الحجّة عليهم من كتبهم ومناقشة أكثر الآراء الفقهية لكثير من هذه الفرق، وإيراد احتجاجاتهم وقياساتهم والرد عليها بأسلوب علمي رصين، وكأنه عَمَدَ بتأليفه لهذا الكتاب أولاً وبالذات إلى إقناع مخالفي أئمة الهدى من بقيَّة المذاهب وإلزامهم الحجة بترجيح العمل بمنهج أهل البيت $، وإيراد ما في مروياتهم وأقوال فقهائهم مما يشهد لما اختاره أئمة أهل البيت $.

  وقد أفاد الإمام # وأجاد، ولا غرابة في ذلك؛ لأنه من أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة الذين أخبر جدُّهم ÷ أنهم يعلنون الحق ويُنَوِّرُونَه، وينفون عن الدين كَيْدَ الكائدين وزيف الزائفين في كل عصر، وأنهم باقون ما بقي التكليف؛ فاعتبروا يا أولي الأبصار وتوكّلوا على الله.

  وعَصْرُ المؤيد بالله # هو العصر الثاني للفقه الزيدي؛ إذ قد سَبَقَه العصر الأول وهو عصر التأسيس للفقه عند الزيدية وذلك في القرن الثاني الهجري، بداية بأقوال الإمام زيد بن علي # ومجموعه الحديثي والفقهي، ثم أقوال