باب القول في الضوال واللقط
  هوامي الإبل، فقال رسول الله ÷: «ضالة المسلم حرق النار»، فقال رسول الله ÷ ذلك لمن أراد الركوب والانتفاع بها.
  وروي أيضاً عن أبي [مسلم الجذامي عن](١) الجارود قال: أتينا النبي ÷ ونحن على إبلٍ عجاف، فقلنا(٢): يا رسول الله، نجد إبلاً فنركبها، فقال: «ضالة المؤمن حرق النار»، فكان ذلك جواب من سأل عن الركوب للضالة.
  وعن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله ÷: «من آوى ضالة فهو ضال ما لم يعرفها»(٣)، فجعله ضالاً إذا لم يعرفها.
  وروي عن عبدالله بن عمر [و بن العاص] أن رجلاً من مزينة جاء إلى النبي ÷ فسأل عن ضالة الغنم، فقال: «طعام مأكول لك أو لأخيك أو للذئب، احبس على أخيك ضالته»، قال: يا رسول الله، فكيف ترى ضالة الإبل؟ قال: «ما لك ولها؟ معها سقاؤها وحذاؤها، ولا يخاف عليها الذئب، تأكل الكلأ، وترد الماء، دعها حتى يأتي صاحبها»(٤).
  فنبه ÷ على المعنى الذي أمر له بأخذ ضالة الغنم في الإبل، وهو خوف تلفها، [فيجب أن يكون حكم كل ضالة إذا خيف تلفها](٥) جاز أخذها كضالة الغنم.
  وروي عن العِيَاض بن حِمَار المجاشعي أن النبي ÷ سئل عن الضالة فقال: «عَرِّفها، فإن وجدت صاحبها وإلا فهي مال الله»(٦).
(١) ما بين المعقوفين من شرح معاني الآثار (٤/ ١٣٣).
(٢) في المخطوطات: فقيل.
(٣) أخرجه الإمام أبو طالب # في الأمالي (٥٢١) ومسلم (٣/ ١٣٥١).
(٤) أخرجه الدارقطني في السنن (٥/ ٤٢٢، ٤٢٣) والطحاوي في شرح معاني الآثار (٤/ ١٣٥).
(٥) ما بين المعقوفين من (هـ)، ومظنن به في (د).
(٦) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (٤/ ١٣٦) والطبراني في الكبير (١٧/ ٣٦٠).