شرح التجريد في فقه الزيدية،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

باب القول في كيفية وجوب الحج وذكر فروضه

صفحة 351 - الجزء 2

  النبي ÷: «الحج عرفة»⁣(⁣١).

  وروى أبو الحسن الكرخي في المختصر بإسناده يرفعه إلى عبدالرحمن بن يعمر الديلي قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «الحج عرفات، الحج عرفات - ثلاثاً - فمن أدرك عرفة قبل طلوع الفجر فقد أدرك»⁣(⁣٢).

  وأخبرنا أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثنا شعبة، عن ابن أبي السفر وإسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، [عن عروة بن مضرس، عن النبي ÷ مثله⁣(⁣٣).

  حدثنا روح بن الفرج، قال: حدثنا حامد بن يحيى، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي]⁣(⁣٤) قال: سمعت عروة بن مُضَرِّس بن أوس الطائي يقول: أتيت النبي ÷ بالمزدلفة فقلت: يا رسول الله، جئت من [جبلي] طيء، ووالله ما جئت حتى أتعبت نفسي وأنضيت راحلتي، وما تركت جبلاً من [هذه] الجبال إلا [وقد]⁣(⁣٥) وقفت عليه، فهل لي من حج؟ - فقال رسول الله ÷: «من شهد معنا هذه الصلاة - صلاة الفجر - بمزدلفة، وقد كان وقف بعرفة ليلاً أو نهاراً - فقد تم حجه، وقضى تفثه»⁣(⁣٦).

  وروى ابن أبي شيبة بإسناده عن عطاء أن النبي ÷ قال: «من أدرك


(١) أخرجه الترمذي (٢/ ٢٢٩)، والنسائي (٥/ ٢٥٦).

(٢) وأخرجه الترمذي (٥/ ٦٤)، والنسائي في السنن الكبرى (٤/ ١٦٠).

(٣) أي مثل الحديث الذي مثل هذا، وهو قوله: حدثنا يزيد بن سنان قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عروة بن مضرس، قال: أتيت النبي ÷ بجمع فقلت: يا رسول الله، هل لي من حج وقد أنصبت راحلتي؟ فقال: «من صلى معنا هذه الصلاة وقد وقف معنا قبل ذلك وأفاض من عرفة ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه وقضى تفثه». (شرح معاني الآثار ٢/ ٢٠٧، ٢٠٨).

(٤) ما بين المعقوفين من شرح معاني الآثار.

(٥) ما بين المعقوفين من (ب، د).

(٦) شرح معاني الآثار (٢/ ٢٠٨).