باب القول في كيفية وجوب الحج وذكر فروضه
  النبي ÷: «الحج عرفة»(١).
  وروى أبو الحسن الكرخي في المختصر بإسناده يرفعه إلى عبدالرحمن بن يعمر الديلي قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «الحج عرفات، الحج عرفات - ثلاثاً - فمن أدرك عرفة قبل طلوع الفجر فقد أدرك»(٢).
  وأخبرنا أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثنا شعبة، عن ابن أبي السفر وإسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، [عن عروة بن مضرس، عن النبي ÷ مثله(٣).
  حدثنا روح بن الفرج، قال: حدثنا حامد بن يحيى، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي](٤) قال: سمعت عروة بن مُضَرِّس بن أوس الطائي يقول: أتيت النبي ÷ بالمزدلفة فقلت: يا رسول الله، جئت من [جبلي] طيء، ووالله ما جئت حتى أتعبت نفسي وأنضيت راحلتي، وما تركت جبلاً من [هذه] الجبال إلا [وقد](٥) وقفت عليه، فهل لي من حج؟ - فقال رسول الله ÷: «من شهد معنا هذه الصلاة - صلاة الفجر - بمزدلفة، وقد كان وقف بعرفة ليلاً أو نهاراً - فقد تم حجه، وقضى تفثه»(٦).
  وروى ابن أبي شيبة بإسناده عن عطاء أن النبي ÷ قال: «من أدرك
(١) أخرجه الترمذي (٢/ ٢٢٩)، والنسائي (٥/ ٢٥٦).
(٢) وأخرجه الترمذي (٥/ ٦٤)، والنسائي في السنن الكبرى (٤/ ١٦٠).
(٣) أي مثل الحديث الذي مثل هذا، وهو قوله: حدثنا يزيد بن سنان قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عروة بن مضرس، قال: أتيت النبي ÷ بجمع فقلت: يا رسول الله، هل لي من حج وقد أنصبت راحلتي؟ فقال: «من صلى معنا هذه الصلاة وقد وقف معنا قبل ذلك وأفاض من عرفة ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه وقضى تفثه». (شرح معاني الآثار ٢/ ٢٠٧، ٢٠٨).
(٤) ما بين المعقوفين من شرح معاني الآثار.
(٥) ما بين المعقوفين من (ب، د).
(٦) شرح معاني الآثار (٢/ ٢٠٨).