كتاب الحج
  فدلت مقارته ÷ لهم على ذلك على أنه إن زيد كان حسناً.
  وروي عن كثير من أهل البيت $: «لبيك ذا المعارج».
  وأما رفع الصوت بها فلما روي: «أفضل الحج العج والثج»، والعج من العجيج وهو الصوت.
  وروى أبو داود في السنن بإسناده إلى النبي ÷ قال: «أتاني جبريل # وأمرني أن آمر أصحابي ومن معي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال»، أو قال: «بالتلبية»(١).
  وقلنا: يبتدئ التلبية إذا استوى بظهر البيداء لما اخبرنا به أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا ربيع المؤذن، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر: أن النبي ÷ في حجة الوداع ركب ناقته [القصواء]، فلما استوت به على البيداء أهل(٢).
  وأخبرنا أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا ابن مرزوق، قال: حدثنا وهب، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن ابن حسان، عن ابن عباس، أن النبي ÷ صلى بذي الحليفة، ثم أتي براحلته [فركبها](٣)، فلما استوت به على البيداء أهل.
  فإن قيل: يجوز أن يكون فعل ذلك على سبيل الاتفاق، لا على أن يكون النبي ÷ قصد إلى ذلك.
  قيل له: نحن نستحب الاقتداء به ÷ في العبادات حتى يثبت ما ذكرت، وذلك مما لا دليل عليه.
(١) سنن أبي داود (٢/ ٢٧).
(٢) شرح معاني الآثار (٢/ ١٢٠).
(٣) ما بين المعقوفين من شرح معاني الآثار.