باب القول فيما ينبغي أن يفعله المفرد والقارن والمتمتع
  ما زال رسول الله ÷ يلبي إلى أن رمى(١) جمرة العقبة، إلا أن يخلط ذلك بتكبير أو تهليل(٢).
  وقلنا: إنه لا يصلي المغرب ولا العتمة حتى يأتي مزدلفة فيصليهما بأذان وإقامتين؛ لما رواه جعفر، عن أبيه، عن جابر، أن النبي ÷ صلاهما بمزدلفة بأذان واحد وإقامتين.
  وروى ابن أبي شيبة بإسناده أن أسامة قال: أفضت مع رسول الله ÷ من عرفات، فلما كان ببعض الطريق قلت: الصلاة، قال: «الصلاة أمامك»(٣)، فدل بقوله: «الصلاة أمامك» على أنها يجب أن تقام بـ (جَمْعٍ).
  وروى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $ أنه جمع بينهما بـ (جمع).
  وروى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي # قال: (لا يصلي الإمام المغرب والعشاء إلا بـ (جمع»(٤).
  وقوله في الأحكام(٥): «ولا يصلي المغرب ولا العتمة حتى يأتي مزدلفة» يدل على أنه لو صلاها دونها لم تجز كما ذهب إليه أبو حنيفة ومحمد، ووجه ذلك قوله ÷ لأسامة: «الصلاة أمامك»، وقول أمير المؤمنين علي #: (لا يصلي الإمام المغرب والعشاء إلا بجمع).
  وقلنا: إنه يقف بها حتى يطلع الفجر لما رواه جابر من أن النبي اضطجع بها حتى صلى الفجر.
  وقلنا: إنه يقف عند المشعر الحرام بعد ما يصلي الفجر لما ذكر جابر من أن
(١) في (أ، ج، د): أتى. والمثبت من (ب) وشرح معاني الآثار.
(٢) شرح معاني الآثار (٢/ ٢٢٥).
(*) في (أ، د): تكبيراً أو تهليلاً. وفي (ج): تكبيراً وتهليلاً.
(٣) مصنف ابن أبي شيبة (٣/ ٢٦٢).
(٤) مجموع الإمام زيد بن علي # (١٦١).
(٥) الأحكام (١/ ٢٦٣).