شرح التجريد في فقه الزيدية،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

باب القول فيما ينبغي أن يفعله المفرد والقارن والمتمتع

صفحة 408 - الجزء 2

  ما زال رسول الله ÷ يلبي إلى أن رمى⁣(⁣١) جمرة العقبة، إلا أن يخلط ذلك بتكبير أو تهليل⁣(⁣٢).

  وقلنا: إنه لا يصلي المغرب ولا العتمة حتى يأتي مزدلفة فيصليهما بأذان وإقامتين؛ لما رواه جعفر، عن أبيه، عن جابر، أن النبي ÷ صلاهما بمزدلفة بأذان واحد وإقامتين.

  وروى ابن أبي شيبة بإسناده أن أسامة قال: أفضت مع رسول الله ÷ من عرفات، فلما كان ببعض الطريق قلت: الصلاة، قال: «الصلاة أمامك»⁣(⁣٣)، فدل بقوله: «الصلاة أمامك» على أنها يجب أن تقام بـ (جَمْعٍ).

  وروى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $ أنه جمع بينهما بـ (جمع).

  وروى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي # قال: (لا يصلي الإمام المغرب والعشاء إلا بـ (جمع»⁣(⁣٤).

  وقوله في الأحكام⁣(⁣٥): «ولا يصلي المغرب ولا العتمة حتى يأتي مزدلفة» يدل على أنه لو صلاها دونها لم تجز كما ذهب إليه أبو حنيفة ومحمد، ووجه ذلك قوله ÷ لأسامة: «الصلاة أمامك»، وقول أمير المؤمنين علي #: (لا يصلي الإمام المغرب والعشاء إلا بجمع).

  وقلنا: إنه يقف بها حتى يطلع الفجر لما رواه جابر من أن النبي اضطجع بها حتى صلى الفجر.

  وقلنا: إنه يقف عند المشعر الحرام بعد ما يصلي الفجر لما ذكر جابر من أن


(١) في (أ، ج، د): أتى. والمثبت من (ب) وشرح معاني الآثار.

(٢) شرح معاني الآثار (٢/ ٢٢٥).

(*) في (أ، د): تكبيراً أو تهليلاً. وفي (ج): تكبيراً وتهليلاً.

(٣) مصنف ابن أبي شيبة (٣/ ٢٦٢).

(٤) مجموع الإمام زيد بن علي # (١٦١).

(٥) الأحكام (١/ ٢٦٣).