[مقدمة المؤلف]
  والحجة في السماع قوله تعالى: {فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةٖ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةٞ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَحۡذَرُونَ ١٢٢}[التوبة]، فقرن تبارك وتعالى الرواية بالسماع من نبيه ÷ ثم أداؤه إلى من وراءه.
  وهكذا قال رسول الله ÷ في خُطَبٍ ذوات عدد: «نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها حتى يؤديها إلى من لم يسمعها كما سمعها».
  حدثنا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى الأَدَمِي(١) ببغداد، قال: حدثنا العباس بن محمد الدوري(٢)، قال: حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى(٣)، قال:
(١) بفتح الهمزة والدال. (من هامش لوامع الأنوار).
(*) قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في لوامع الأنوار: «قلت: ترجم له في الطبقات، وساق خبر السماع هذا، وقال: أخرجه المؤيد بالله، وأخرجه الحاكم في أنواع العلوم، في النوع التاسع عشر في معرفة الصحيح والسقيم، واتفق عليه هو، والمؤيد بالله سنداً، ومتناً، وشيخاً، وهو أحمد بن عثمان الأدمي، ثم قال: قد وصف رسول الله ÷ في هذا الحديث أربع طبقات؛ إلى قوله: ولا شيء للأدمي في الستة، وذكره الحاكم أبو عبدالله، توفي سنة [٣٤٩] تسع وأربعين وثلاثمائة، وكذا في التذكرة، قال: عن أربع وتسعين سنة. انتهى».
(٢) قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في لوامع الأنوار: قلت: قال السيد الإمام: العباس بن محمد بن حاتم بن واقد أبو الفضل الدوري، البغدادي الهاشمي، مولاهم، وعدد مشايخه، فذكر منهم أبا نعيم الفضل بن دكين، وقد تقدم، وعبد الحميد بن عبد الرحمن الكوفي الحِماني، (بكسر المهملة) المتوفى سنة اثنتين ومائتين، المعدود من ثقات الشيعة. خرج له محمد بن منصور ¥، والبخاري، وغيرهما. وساق إلى قوله: قال في الكاشف: ثقة حافظ، توفي سنة إحدى وستين ومائتين. خرج له الأربعة، وأئمتنا الخمسة، إلا محمداً، والجرجاني، انتهى.
(٣) قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في لوامع الأنوار: قلت: لم أقف لمحمد ولا لأبيه عمران، لا في الطبقات ولا في غيرها، على تاريخ وفاة، وقد احتج بهما الإمام # مصدّراً لخبرهما، ولم يخرج لهما من القوم إلا الترمذي، وابن ماجه لعمران، ووثقهما ابن حبان، ولم يظهر أنهما من رجال العامة، فيترجح والله الموفق أنهما ممن وثقه الإمام #، مع أن أبا ليلى، وولده وولد ولده من الخواص، أولياء آل محمد $، وقد سبق ذكرهم في الآخذين عن جعفر بن محمد الصادق #، وأخرت تفصيل بعض أحوالهما إلى هذا المحل؛ فأبو ليلى من الصحابة السابقين، وأولياء الوصي ~ الصادقين، والشهداء بين يديه المرزوقين، رضوان الله عليهم.
قال السيد الإمام: أبو ليلى الأنصاري بلال أو داود بن بلال بن أحيحة بن الجلاح، أبو عبد الرحمن، صحابي، شهد =