باب القول في المياه
  النبي ÷ قال له ليلة الجن: «ما في إداوتك(١)؟» قال: نبيذ؛ فقال النبي ÷: «تمرةٌ طيبةٌ وماءٌ طهور» وتوضأ به وصلى(٢).
  وأخبرنا أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا أبو جعفر الطحاوي، قال: حدثنا ربيع المؤذن، قال: حدثنا أسد، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، قال: حدثنا قيس بن الحجاج، عن حنش، عن ابن عباس، أن ابن مسعود خرج مع رسول الله ÷ ليلة الجن، فسأله رسول الله ÷ «أمعك يا ابن مسعودٍ ماء؟» قال: معي نبيذ(٣) في إداوتي، فقال رسول الله ÷: «اصبب عليّ»، فتوضأ به وقال: «شرابٌ وطهور»(٤).
  وأخبرنا أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا أبو بكرة، قال: حدثنا أبو عمر الضرير، قال: أخبرنا حماد بن سلمة، قال: أخبرني علي بن زيد بن جدعان، عن أبي رافع مولى عمر، عن عبدالله بن مسعود أنه كان مع رسول الله ÷ ليلة الجن، وأن رسول الله ÷ احتاج إلى ماء يتوضأ به، ولم يكن معه إلا النبيذ، فقال رسول الله ÷: «تمرةٌ طيبةٌ وماءٌ طهور»، فتوضأ به رسول الله ÷(٥).
  وقد طعن قوم في سند هذه الأخبار وردوها، إلا أن الفضلاء من أصحاب أبي حنيفة قد قبلوها وعدلوا رواتها، بل أبو حنيفة نفسه قد قبلها، وفي قبولها تعديل رواتها، فلا وجه لردها.
  وقد روي أيضاً أن عبدالله بن مسعود لم يكن مع النبي ÷ ليلة الجن، إلا
(١) الإداوة بالكسر: إناء صغير من جلد يتخذ للماء كالسطيحة ونحوها. (نهاية).
(٢) سنن أبي داود (١/ ٣٢) إلا قوله: وتوضأ به وصلى، والترمذي (١/ ١٤٧) وفيه: فتوضأ منه.
(٣) تمر. نخ.
(٤) شرح معاني الآثار (١/ ٩٤، ٩٥).
(٥) شرح معاني الآثار (١/ ٩٥).