شرح التجريد في فقه الزيدية،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

باب القول فيما يوجب الكفارة

صفحة 113 - الجزء 5

  الخبرين، إلا أنه قال: «والذي نفس محمد بيده»⁣(⁣١). وقال تعالى أيضاً: {أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَٰدَٰتِۢ بِاللَّهِ}⁣[النور: ٦].

  وأما التاء فقد حكى الله عن إبراهيم # وعن أولاد يعقوب: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَٰمَكُم}⁣[الأنبياء: ٧٥] {تَاللَّهِ تَفْتَؤُاْ تَذْكُرُ يُوسُفَ}⁣[يوسف: ٨٥].

  وأما وحق الله فهو يمين عندنا وعند أبي يوسف والشافعي، قال أبو بكر⁣(⁣٢): قول أبي حنيفة في «حق الله» مثل قول محمد: ليس بيمين، ولا كفارة فيه.

  ووجهه: أن الله تعالى قد سمى نفسه الحق بقوله: {وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اَ۬للَّهَ هُوَ اَ۬لْحَقُّ اُ۬لْمُبِينُۖ ٢٥}⁣[النور: ٢٥] فإذا حلف به فقد حلف بالله ø، وقوله: حق الله، أي⁣(⁣٣): والله الحق كما قالوا في قولنا: وعظمة الله وجلال الله تقديرهما: والله العظيم، والله الجليل - كذلك: وحق الله؛ لأنا لا نرجعه⁣(⁣٤) إلى غير الله، وهذا يسقط قول من يقول: إن حق الله تعالى علينا هو عبادته من الصلاة⁣(⁣٥) والصيام، واليمين بها⁣(⁣٦) يمين بغير الله ø.

  فأما قوله: وربي، وحق ربي، أو ورب شيء مما خلقه الله فيكون يميناً؛ لقول الله ø: {فَوَرَبِّكَ} {فَلَا وَرَبِّكَ}⁣[النساء: ٦٥] والرب هو الله ø، ومنه قوله: {رَبَّنَا ءَاتِنَا فِے اِ۬لدُّنْيَا حَسَنَةٗ}⁣[البقرة: ٢٠١] {رَبَّنَا إِنَّنَا ءَامَنَّا}.

  وأما قوله: عليَّ عهد الله وميثاقه فلقول الله تعالى: {۞وَمِنْهُم مَّنْ عَٰهَدَ اَ۬للَّهَ لَئِنْ ءَاتَيٰنَا مِن فَضْلِهِۦ} ثم عقب بتعظيم الخلاف فيه بقوله: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاٗ فِے قُلُوبِهِمْ}⁣[التوبة: ٧٧] وقال: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اِ۬للَّهِ إِذَا عَٰهَدتُّمْ}⁣[النحل: ٩١] وقال:


(١) مجموع الإمام زيد بن علي @ (١٥٤).

(٢) شرح مختصر الطحاوي (٧/ ٣٩٤).

(٣) في (أ، ب، ج، د): أو والله.

(٤) في (أ، ب، ج، د): نرجع.

(٥) في (ب، د): الصلوات.

(٦) في (ب، د، هـ): بهما.