باب القول فيمن يقتل حدا
صفحة 299
- الجزء 5
  ابتداء بدخوله فيه، ألا ترى أنه لم يولد على الكفر، وإنما دخل فيه باختياره؛ لقوله ÷: «كل مولود يولد على الفطرة»(١)؟
  فإن قيل: أليس الكفر عندكم ملل مختلفة؟ فكيف قلتم ما قلتم؟
  قيل له: كونه مللاً مختلفة لا يوجب قتل من انتقل من بعضها إلى بعض؛ للوجه الذي بيناه. وبهذا القول قال أبو حنيفة وأصحابه، وعللوا أن الكفر ملة واحدة.
  والإمام يعزره إن رأى أنه تلعبٌ منه بالاعتقادات ورأى ذلك صلاحاً، والجزية تؤخذ منه كما أخذت منه(٢) من قبل؛ لأنه لم يفارق الكفر الذي به تعلقت الجزية.
(١) أخرجه البخاري (٢/ ١٠٠) وأحمد في المسند (١٢/ ١٠٦).
(٢) «منه» ساقط من (أ، ب، ج، د).