شرح التجريد في فقه الزيدية،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

كتاب الفرائض

صفحة 47 - الجزء 6

  ومنها: أن ميراثهم مذكور في الكتاب - أعني الإخوة - وليس كذلك الجد.

  ومنها: أنهم جميعاً يدلون بالأب، والإخوة أقرب إلى الأب؛ لأنهم بنوه، والجد أبوه.

  ومنها: أنهم أقرب إلى الميت من الجد؛ لأن الأب يجمعهم أو الأب مع الأم، وإلى هذا الوجه ذهب أمير المؤمنين # وزيد بن ثابت، فيما روي أن علياً شبهه بالمسيل فقال: (إن مثله مثل مسيل ينشق منه نهر، ثم ينشق من ذلك النهر نهران، فأحد النهرين إلى النهر الثاني أقرب منه إلى المسيل الذي هو الأصل) وشبهه زيد بالشجرة، فقال: مثله مثل شجرة لها غصن، ثم خرج من الغصن غصنان، فأحد الغصنين إلى الغصن الآخر أقرب منه إلى أصل الشجرة⁣(⁣١)، والله أعلم كيف كانت الحكاية، أكانت بهذا اللفظ أو غيره؟ ولكنها ترجع في المعنى إلى نحو ما ذكرنا.

  واعلم أن قوة التعصيب تراعى من وجهين: أحدهما: أن يعصب الذكر الأنثى، وهذا أقوى وجوه التعصيب، وهو⁣(⁣٢) قوة الابن، [يبين ذلك أن من ضعف من العصبة لا يعصب أخته، كالعم وابن العم وابن الأخ]⁣(⁣٣).

  والثاني: أن يعود ذا سهم لئلا يسقط، وهذا هو قوة⁣(⁣٤) الأب الذي هو دون الابن في التعصيب. ألا ترى أن الذين ضعف تعصيبهم كالعم وابن العم ليس لهما واحدة من هاتين القوتين؟ ثم وجدنا قوة تعصيب الأبناء آكد من قوة عوده ذا سهم، فوجب أن يكون الأخ أقوى؛ لحصول⁣(⁣٥) هذه القوة له.


(١) أخرج نحوه البيهقي في السنن الكبرى (٦/ ٤٠٥، ٤٠٦).

(٢) في (هـ): وهي.

(٣) ما بين المعقوفين ساقط من (ب، د، هـ).

(٤) «قوة» ساقط من (ب، د، هـ).

(٥) في (أ، ج): بحصول.