كتاب القضاء والأحكام
صفحة 274
- الجزء 6
  أيضاً أنه كان في أوائل عصر أبي حنيفة؛ إذ لا إشكال أنه كان في القرن الثالث، وقد قال ÷: «خير أمتي الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»، وإن كانت الأحوال قد تغيرت في آخر أيامه.
  ويقال أيضاً في صحة ما قلناه: إن العدالة حق لله(١) ø، فلا بد من البحث عنها؛ بدلالة أن الخصم لو رضي بشهادة الفاسق عليه لم يلتفت الحاكم إلى رضاه ولم يحكم بشهادته. وأيضاً لا خلاف في الحدود والقصاص أن الشهود فيها لا بد من تعديلهم، فكذلك سائر الحقوق، والعلة أن الحكم يمضى بشهادته، فلا بد من أن يعرف الحاكم عدالته في الظاهر.
(١) في (ب، د): الله.