باب القول في الأضاحي
  والمدابرة: ما قطع من أذنها من المؤخر.
  وأما المستأصلة القرن كسراً فلما روي عن علي # قال: (نهى رسول الله ÷ عن عضباء القرن والأذن)(١).
  فإن قيل: روي عن حُجَيَّةَ بْنِ عَدِيٍّ أن رجلاً سأل علياً # عن المكسورة القرن، فقال: (لا يضرك) قال: والعرجاء، قال: (إذا بلغت المنسك، أمرنا رسول الله ÷ أن نستشرف العين والأذن)(٢).
  قيل له: نستعمل الخبرين فنقول: إذا كانت مكسورة القرن لا من أصله إنها تجزئ، وإذا كانت مستأصلة القرن لا تجزئ؛ إذ لا يمكن استعمال الخبرين إلا على هذا الوجه.
  على أن العرج أيضاً محمول على هذا؛ لأن النبي ÷ قال: «ولا عرجاء بين عرجها»، فإذا كان العرج يسيراً أجزأ، وإذا كان شديداً يمنع من بلوغ المنحر لم تجزئ، وعلى هذا يجب أن يحمل اليسير من العيب في الأذن والعين، ألا ترى إلى قوله: «عوراء بين عورها»؟ وكذلك يجب أن يكون العجف والمرض لقوله: «بين عجفها، بين مرضها».
  ونبه يحيى بن الحسين # بالعيوب التي ذكرناها على سائر العيوب المؤثرة الظاهرة، وقال أيضاً في الأحكام: فليتخيرها(٣) ذات سمن ونقاء وسلامة من العيوب والنقصان. فدل على أن العجفاء لا تجزئ، وكذلك العرجاء، فعليه يجب أن تبنى المسألة.
(١) أخرجه أحمد في المسند (٢/ ٤٢٦) والطحاوي في شرح معاني الآثار (٤/ ١٦٩).
(٢) أخرجه أحمد في المسند (٢/ ١٣٧) والطحاوي في شرح معاني الآثار (٤/ ١٧٠).
(٣) في المخطوطات: فليتحرها. والمثبت من الأحكام (٢/ ٣٠٧).