باب القول في الأذان
  عبدالملك بن أبي محذورة، عن أبي محذورة، قال: علمني رسول الله ÷ الاذان كما أؤذن الآن: «الله أكبر، الله أكبر. أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله. حي على الصلاة، حي على الصلاة. حي على الفلاح، حي على الفلاح. حي على خير العمل، حي على خير العمل. الله أكبر، الله أكبر. لا إله إلا الله»(١).
  وأخبرنا أبر بكر المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا أحمد بن داود بن موسى، قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن محاسب، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن حماد، عن إبراهيم، عن الأسود، عن بلال أنه كان يثني الأذان ويثني الإقامة(٢).
  والأخبار بهذا اللفظ وما يرجع إلى معناه كثيرة، والخبر الأول خبر أبي محذورة قد صرح أن النبي ÷ علمه الأذان فقال: «الله أكبر» مرتين، والخبر الثاني قد اقتضى ذلك عمومه بأنه قال: كان يثني الأذان.
(١) شرح معاني الآثار (١/ ١٣٠) وفيه: أخبرني أبي وأم عبدالملك بن أبي محذورة.
قال في الكاشف المفيد: اعترض بعضهم على رواية المؤيد بالله # في صفة الأذان عن المقرئ عن الطحاوي ... إلخ فقال: لم يذكر في الطحاوي «حي على خير العمل» عند روايته لهذا الحديث؛ فنقول: نعم لم تذكر «حي على خير العمل» في الطحاوي المطبوع، بعد أن روى هذا الحديث سنداً ومتناً إلا «حي على خير العمل» فهي ساقطة، ولعل السبب في إسقاطها هو ما يثور حولها من الجدل بين السنة والشيعة في العصور المتأخرة عن عصري الطحاوي والمؤيد بالله، فحذفوها قصداً، وإلا كانت في عصر الطحاوي ثابتة في كتابه إلى عصر المؤيد بالله، بل إلى بعد عصره، يؤكد هذا ويوضحه: أن الإمام # لم ينفرد بهذه الرواية عن الطحاوي فقد تابعه العباس بن محمود الرازي، ورواها عن الطحاوي، والطحاوي رواها بطريق أخرى إلى أبي محذورة، ثم ذكر نص الروايتين ثم قال: وفي الروايتين دلالة واضحة أنها كانت ثابتة في كتاب الطحاوي وإنما حذفت من بعد، فبطل قول المعترض والحمد لله.
(٢) شرح معاني الآثار (١/ ١٣٤).