كتاب الصلاة
  وروى أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا هشام(١)، عن عبدالرحمن بن يحيى(٢)، عن الهجنع(٣) بن قيس، أن علياً # كان يقول: «إن الأذان مثنى مثنى والإقامة»(٤).
  وأخبرنا أبو العباس الحسني، قال: أخبرنا أبو زرعة أحمد بن يوسف، قال: حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي، قال: حدثنا زكريا بن يحيى الواسطي، قال: حدثنا زياد بن عبدالله الطائي، عن إدريس بن يزيد الأودي، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال: أذن بلال ورسول الله ÷ بمنى مرتين مرتين، وأقام كذلك.
  فإن قيل: فقد روي أن التكبير في أول الأذان أربع مرات(٥)، وقد ذكر أبو محذورة في أذانه الذي علمه النبي ÷ الترجيع(٦).
  قيل له: يحتمل الترجيع وتكرير التكبيرتين أن يكون النبي ÷ قال ذلك على سبيل التعليم، أو قال ذلك بأنه لم يكن مد(٧) صوته؛ ألا ترى إلى ما روي أنه ÷ قال له: «ارجع فيه ومد صوتك»، فإذا احتمل ذلك وكان قد روي ما تقدم ذكره لم يجب أن يجعل تكرير التكبيرتين وترجيع الشهادتين من أصل الأذان، فصح ما نذهب إليه في هذا الباب.
(١) في مصنف ابن أبي شيبة: هشيم. وفيه: الهجيع بن قيس. وفيه: أن علياً يقول: (الأذان والإقامة مثنى) وأتى على مؤذن يقيم مرة مرة فقال: (ألا جعلتها مثنى لا أم لك).
(٢) قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: يحيى بن عبدالرحمن إلا أن هشيماً قلب اسمه فقال: عبدالرحمن بن يحيى، قال البخاري: وغلط فيه هشيم ... وذكره ابن حبان في الثقات.
(٣) في (أ، ب، د): المهيع. وفي هامش (ب): الهجنع. نخ.
(٤) مصنف ابن أبي شيبة (١/ ١٨٧).
(٥) أخرجه أبو داود (١/ ١٧٨) والنسائي (٢/ ٤).
(٦) أخرجه أبو داود (١/ ١٧٦).
(٧) في (أ): يمد.