كتاب الصلاة
  حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن عامر الشعبي، قال: سألت ابن عباس وابن عمر: كيف كانت صلاة رسول الله ÷ بالليل؟ فقالا: ثلاث عشرة ركعة، ثمان ويوتر بثلاث، وركعتان بعد الفجر(١).
  وأخبرنا أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا ربيع المؤذن، [قال: حدثنا أسد(٢)] قال: حدثنا هشيم، قال: حدثنا خالد الحذاء، قال: أخبرنا عبدالله بن شقيق، قال: سألت عائشة عن تطوع رسول الله ÷ بالليل، فقالت: كان إذا صلى [بالناس] العشاء يدخل فيصلي [ركعتين]، وكان يصلي في الليل تسع ركعات [فيهن الوتر]، فإذا طلع الفجر صلى ركعتين في بيتي، ثم يخرج فيصلي بالناس صلاة الفجر(٣).
  وروي عنها أن النبي ÷ كان يصلي بين أذان الفجر وإقامته ركعتين، وكثرت الروايات عنها في هذا المعنى بألفاظ مختلفة.
  وروى محمد بن منصور، عن أحمد بن عيسى # عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي $ قال: «كان لا يصليهما حتى يطلع الفجر». يعني ركعتي الفجر(٤).
  وأما ما روي من قوله ÷: «احشهما في الليل حشواً» فهو محمول على أن المراد به صلهما في وقت يلي الليل؛ بدلالة ما مضى.
  والنظر أيضاً يدل على ذلك، وذلك أنا وجدنا نافلة كل مكتوبة تفعل
(١) شرح معاني الآثار (١/ ٢٧٩).
(٢) ما بين المعقوفين من الكاشف المفيد وشرح معاني الآثار.
(٣) شرح معاني الآثار (١/ ٢٨١) وما أضفناه بين معقوفين منه.
(٤) مجموع الإمام زيد بن علي # (١٠٠)، وأمالي أحمد بن عيسى (١/ ٢١٤).