شرح التجريد في فقه الزيدية،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 504 - الجزء 1

  منصور، قال: حدثنا أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد بن علي #، عن آبائه، عن علي $ قال⁣(⁣١): كان إذا استفتح الصلاة قال: «الله أكبر، وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض، عالمِ الغيب والشهادة، حنيفاً مسلماً، وما أنا من المشركين» ... إلى قوله: «وأنا من المسلمين»⁣(⁣٢).

  فإن قيل: قد ورد الخبر بغير هذا الافتتاح، فلم اخترتموه على غيره؟

  قيل له: اخترناه لوجوه، منها: أنه من رواية أمير المؤمنين #.والثاني: أنه من فعله. والثالث: أنه من ألفاظ القرآن. والرابع: أنه مشاكل للحال.

  وأما ما له اختار الافتتاح الثاني وهو: {ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدٗا} إلى قوله: {وَلِيّٞ مِّنَ ٱلذُّلِّۖ} - فلأن الكتاب نبه عليه؛ ألا ترى إلى قوله تعالى حين علم نبيه ÷ الصلاة: {وَلَا تَجۡهَرۡ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتۡ بِهَا وَٱبۡتَغِ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلٗا ١١٠ وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ...} إلى آخره، ثم قال: {وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِيرَۢا ١١١}⁣[الإسراء].

  واختار أن يكون التكبير يليه ليكون موافقاً للفظ القرآن ومطابقاً له.

  واختار أن يكون الافتتاح قبل التكبير ليكون ما يلي التكبير الذي هو فرض القراءةَ التي هي فرض، ولهذا قال فيمن أدرك الإمام ساجداً: إنه يسجد معه ثم يقوم ويبتدئ الصلاة؛ لئلا يكون وقع بين فرض التكبير وفرض القراءة ما ليس بفرض.

  وروى أبو بكر الجصاص في الشرح، عن النبي ÷ قال: «إذا قمت إلى الصلاة فارفع يديك وكبر واقرأ ما بدا لك»⁣(⁣٣).


(١) وهو لفظ الأمالي، ولفظ مجموع الإمام زيد بن علي #: «عن علي بن أبي طالب $ أنه كان إذا استفتح ... إلخ» وليس في المجموع: «عالم الغيب والشهادة». قال في الكاشف المفيد: هي ثابتة في جميع نسخ شرح التجريد، وهي ثابتة في أمالي أحمد بن عيسى @ ج ا ص ١٠٧ من المطبوعة و ٣٩٢ من ج ٢ من المطبوعة أيضاً.

(٢) أمالي أحمد بن عيسى (١/ ١٠٧).

(٣) شرح مختصر الطحاوي (١/ ٦٠٩).