كتاب الصلاة
  فأما وجه الجهر فهو: أن الاختيار عندنا أن يكون القوت بآية من كتاب الله ø، ووجدنا القراءة في الصبح وفي الوتر مجهوراً بها، فألحقنا حكم القنوت بحكم القراءة فيها.
  وأما ما له اخترنا أن يكون القنوت بآية من كتاب الله فما ذكرناه في مسألة التأمين من قول النبي ÷: «إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس»؛ ولأن الغرض في القنوت هو الدعاء والثناء على الله ø، فإذا أمكن ذلك بآية من كتاب الله ø كان أولى.
  وأخبرنا محمد بن عثمان النقاش، قال: أخبرنا الناصر #، عن محمد بن منصور، عن محمد بن جميل، عن إسماعيل، عن عمرو، عن جابر، عن أبي جعفر(١)، قال: كان رسول الله ÷ يقول في القنوت: «لا إله إلا الله العلي العليم أو العظيم، والحمد لله رب العالمين، وسبحان الله عما يشركون، والله أكبر أهل التكبير، والحمد لله الكبير، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ....» إلى آخرها.
  وأخبرنا أبو العباس الحسني، قال: أخبرنا عبدالعزيز بن إسحاق، قال: حدثنا علي بن محمد بن الحسن النخعي، قال: حدثنا سليمان بن إبراهيم المُحَارِبِي، قال: حدثني نصر بن مزاحم، قال: حدثني إبراهيم بن الزبرقان، قال: حدثني أبو خالد الواسطي، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي $ أنه كان يقنت في
= وَفِي (الْجَامِعِ الْكَافِي) عَنِ الإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى @: وَأَمَّا أَنَا فَأَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ، ثَبَتَ لَنَا ذَلِكَ عَنْ عَلِيٍّ #، وَعْن أَبِي جَعْفَرٍ، وَزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ. انْتَهَى.
وَقَدْ ثَبَتَتِ الرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ بِهِ قَبْلَ الرُّكُوعِ وَبَعْدَهُ، إِلَّا أَنَّهَا قَبْلُ أَكْثَرُ وَأَرْجَحُ لَا سِيَّمَا فِي الْجَمَاعَةِ لِأَجْلِ اللَّاحِقِينَ، وَاللَّهُ تَعَالَى وَلِيُّ التَّوْفِيق.
(١) إسماعيل هو ابن صبيح اليشكري، وعمرو هو ابن شمر الكوفي، وجابر هو ابن يزيد الجعفي، وأبو جعفر هو الباقر محمد بن علي بن الحسين $. (كاشف).