شرح التجريد في فقه الزيدية،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

كتاب الجنائز

صفحة 720 - الجزء 1

  وولي نعمتي، يعني حذيفة بن اليمان، صلى على جنازة فكبر [عليها⁣(⁣١)] خمساً ثم التفت إلينا فقال: ما وهمت ولا نسيت، ولكني كبرت كما كبر رسول الله ÷(⁣٢).

  فإن قيل: روي أن النبي ÷ كبر على النجاشي أربعاً حين نعاه الناس إليه⁣(⁣٣). وروى أنس أن النبي ÷ كان يكبر أربع تكبيرات على الميت⁣(⁣٤). وروي عن زيد بن أرقم أنه كبر على أبي شريك⁣(⁣٥) أربعاً، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله ÷ يفعل⁣(⁣٦). وروي عن ابن أبي أوفى نحوه⁣(⁣٧).

  قيل له: ما روي أن النبي ÷ كبر أربعاً يحتمل⁣(⁣٨) أن يكون المراد به غير تكبيرة الإحرام، وهو أولى؛ ليكون جمعاً بين الأخبار أجمع، ويحتمل أن يكون ÷ كبر مرة أربعاً ومرة خمساً، فإن كان كذلك كان ما ذهبنا إليه أولى؛ لأن فيه زيادة، وعلى هذا يحمل ما روي عن زيد بن أرقم أنه كبر أربعاً ثم قال: هكذا رأيت رسول الله ÷ فعل. على أن فيما رويناه عنه أنه كبر خمساً ثم قال: سنة نبيكم - ما يحقق أن السنة ما ذهبنا إليه وإن كان ÷ قد كبر في بعض الأوقات أربعاً.

  فإن قيل: روي أن عمر جمع أصحاب رسول الله ÷ على أربع تكبيرات⁣(⁣٩).


(١) ما بين المعقوفين من (د).

(٢) شرح معاني الآثار (١/ ٤٩٤).

(٣) شرح معاني الآثار (١/ ٤٩٤).

(٤) شرح معاني الآثار (١/ ٤٩٥).

(٥) في شرح معاني الآثار: أبي سريحة.

(٦) شرح معاني الآثار (١/ ٤٩٤).

(٧) شرح معاني الآثار (١/ ٤٩٥).

(٨) في (أ): فيحتمل.

(٩) شرح معاني الآثار (١/ ٤٩٥، ٤٩٦).