كتاب الجنائز
  وولي نعمتي، يعني حذيفة بن اليمان، صلى على جنازة فكبر [عليها(١)] خمساً ثم التفت إلينا فقال: ما وهمت ولا نسيت، ولكني كبرت كما كبر رسول الله ÷(٢).
  فإن قيل: روي أن النبي ÷ كبر على النجاشي أربعاً حين نعاه الناس إليه(٣). وروى أنس أن النبي ÷ كان يكبر أربع تكبيرات على الميت(٤). وروي عن زيد بن أرقم أنه كبر على أبي شريك(٥) أربعاً، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله ÷ يفعل(٦). وروي عن ابن أبي أوفى نحوه(٧).
  قيل له: ما روي أن النبي ÷ كبر أربعاً يحتمل(٨) أن يكون المراد به غير تكبيرة الإحرام، وهو أولى؛ ليكون جمعاً بين الأخبار أجمع، ويحتمل أن يكون ÷ كبر مرة أربعاً ومرة خمساً، فإن كان كذلك كان ما ذهبنا إليه أولى؛ لأن فيه زيادة، وعلى هذا يحمل ما روي عن زيد بن أرقم أنه كبر أربعاً ثم قال: هكذا رأيت رسول الله ÷ فعل. على أن فيما رويناه عنه أنه كبر خمساً ثم قال: سنة نبيكم - ما يحقق أن السنة ما ذهبنا إليه وإن كان ÷ قد كبر في بعض الأوقات أربعاً.
  فإن قيل: روي أن عمر جمع أصحاب رسول الله ÷ على أربع تكبيرات(٩).
(١) ما بين المعقوفين من (د).
(٢) شرح معاني الآثار (١/ ٤٩٤).
(٣) شرح معاني الآثار (١/ ٤٩٤).
(٤) شرح معاني الآثار (١/ ٤٩٥).
(٥) في شرح معاني الآثار: أبي سريحة.
(٦) شرح معاني الآثار (١/ ٤٩٤).
(٧) شرح معاني الآثار (١/ ٤٩٥).
(٨) في (أ): فيحتمل.
(٩) شرح معاني الآثار (١/ ٤٩٥، ٤٩٦).