كتاب الجنائز
  قيل له: إنما جمع طائفة منهم دون الجميع، يدل على ذلك: ما رويناه عن زيد بن أرقم وحذيفة أنهما كبرا خمساً، وقال زيد بن أرقم: صليت خلف رسول الله ÷ فكبر خمساً، فلا أتركها أبداً.
  وروى محمد بن منصور بإسناده عن حصين بن عامر، قال: قال لي أبو ذر: يا حصين بن عامر، إذا أنا مت فاستر عورتي، وأنق غسلي، وكفني في وتر، وكبر علي خمساً، وسلني سلاً، وربع قبري تربيعاً(١).
  وروى محمد عن الشعبي أن علياً # كبر على سهل بن حنيف ستاً(٢).
  فكل ذلك يبين أن عمر جمع على ذلك طائفة من الصحابة دون الجميع.
  وروى محمد بإسناده عن عمر بن علي بن أبي طالب أن علياً # كبر على فاطمة & تكبيرات خمساً، ودفنها ليلاً(٣).
  وروى أيضاً بإسناده عن الحسن بن علي $ أنه صلى على أبيه أمير المؤمنين @ فكبر خمساً، وأن محمد بن الحنفية صلى على ابن عباس ' فكبر خمساً(٤).
  وروي عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي # في الصلاة على الميت قال: تبدأ في التكبيرة الأولى بالحمد الثناء على الله تعالى، وفي الثانية بالصلاة على النبي ÷، وفي الثالثة بالدعاء لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات، وفي الرابعة بالدعاء للميت والاستغفار له، وفي الخامسة تكبر ثم تسلم(٥).
  فدل ذلك على أنه كان يرى التكبيرات خمساً، على أنه رأي أهل البيت $ لا أحفظ عن أحد منهم خلافاً فيه.
(١) أمالي أحمد بن عيسى (٢/ ٤٢٩).
(٢) أمالي أحمد بن عيسى (٢/ ٤٢٨)، ومصنف ابن أبي شيبة (٢/ ٤٩٧).
(٣) أمالي أحمد بن عيسى (٢/ ٤٢٨).
(٤) أمالي أحمد بن عيسى (٢/ ٤٣٧).
(٥) مجموع الإمام زيد # (١٢٢).