شرح التجريد في فقه الزيدية،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

كتاب الجنائز

صفحة 721 - الجزء 1

  قيل له: إنما جمع طائفة منهم دون الجميع، يدل على ذلك: ما رويناه عن زيد بن أرقم وحذيفة أنهما كبرا خمساً، وقال زيد بن أرقم: صليت خلف رسول الله ÷ فكبر خمساً، فلا أتركها أبداً.

  وروى محمد بن منصور بإسناده عن حصين بن عامر، قال: قال لي أبو ذر: يا حصين بن عامر، إذا أنا مت فاستر عورتي، وأنق غسلي، وكفني في وتر، وكبر علي خمساً، وسلني سلاً، وربع قبري تربيعاً⁣(⁣١).

  وروى محمد عن الشعبي أن علياً # كبر على سهل بن حنيف ستاً⁣(⁣٢).

  فكل ذلك يبين أن عمر جمع على ذلك طائفة من الصحابة دون الجميع.

  وروى محمد بإسناده عن عمر بن علي بن أبي طالب أن علياً # كبر على فاطمة & تكبيرات خمساً، ودفنها ليلاً⁣(⁣٣).

  وروى أيضاً بإسناده عن الحسن بن علي $ أنه صلى على أبيه أمير المؤمنين @ فكبر خمساً، وأن محمد بن الحنفية صلى على ابن عباس ' فكبر خمساً⁣(⁣٤).

  وروي عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي # في الصلاة على الميت قال: تبدأ في التكبيرة الأولى بالحمد الثناء على الله تعالى، وفي الثانية بالصلاة على النبي ÷، وفي الثالثة بالدعاء لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات، وفي الرابعة بالدعاء للميت والاستغفار له، وفي الخامسة تكبر ثم تسلم⁣(⁣٥).

  فدل ذلك على أنه كان يرى التكبيرات خمساً، على أنه رأي أهل البيت $ لا أحفظ عن أحد منهم خلافاً فيه.


(١) أمالي أحمد بن عيسى (٢/ ٤٢٩).

(٢) أمالي أحمد بن عيسى (٢/ ٤٢٨)، ومصنف ابن أبي شيبة (٢/ ٤٩٧).

(٣) أمالي أحمد بن عيسى (٢/ ٤٢٨).

(٤) أمالي أحمد بن عيسى (٢/ ٤٣٧).

(٥) مجموع الإمام زيد # (١٢٢).