شرح التجريد في فقه الزيدية،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

كتاب النفقات

صفحة 450 - الجزء 3

  فخاصمته، فيمكن أن يكون قولها: إن النبي ÷ لم يجعل لي نفقة محمولاً على أن المراد به أنه ÷ لم يجعل لي نفقة زائدة على ما بعث، وإذا كان هذا هكذا لم يكن لخصمنا التعلق به.

  أخبرنا بذلك أبو بكر المقري، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا روح، قال: حدثنا يحيى بن عبدالله بن بكير، قال: حدثني الليث، عن أبي الزبير المكي: أنه سأل عبدالحميد بن عبدالله بن أبي عمرو بن حفص عن طلاق جده أبي عمرو فاطمة⁣(⁣١) بنت قيس فقال له عبدالحميد: طلقها البتة، ثم خرج إلى اليمن، ووكل عياش بن أبي ربيعة، فأرسل إليها عياش ببعض النفقة فسخطتها، فقال لها عياش: ما لك علينا من نفقة ولا سكنى [فهذا رسول الله ÷ فسليه]⁣(⁣٢) فسألت رسول الله ÷، فقال: «ليس لك نفقة ولا سكنى، ولكن متاع بالمعروف»⁣(⁣٣) فدل ذلك على أن الذي أراده ÷ بقوله: «ليس لك نفقة» هو الزائد على الذي بعث إليها.

  وأخبرنا أبو بكر المقري، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا ابن مرزوق، قال: حدثنا وهب، قال: حدثنا سعيد⁣(⁣٤)، عن أبي بكر بن أبي الجهم قال: دخلت أنا وأبو سلمة إلى فاطمة بنت قيس فحدثت: أن زوجها طلقها طلاقاً بائناً، وأمر أن يرسل إليها بنفقتها خمسة أوساق، فأتيت النبي ÷ فقلت⁣(⁣٥): إن زوجي طلقني ولم يجعل لي السكنى ولا النفقة⁣(⁣٦).

  فدل هذان الخبران أن نفقتها كانت قد بعثت إليها، وأنها كانت تطلب


(١) في (ج) وشرح معاني الآثار: وفاطمة.

(٢) ما بين المعقوفين من شرح معاني الآثار.

(٣) شرح معاني الآثار (٣/ ٦٥).

(٤) في المخطوطات: سعيد بن أبي بكر عن أبي بكر بن أبي الجهم.

(٥) في شرح معاني الآثار: فأتت النبي ÷ فقالت ... إلخ.

(٦) شرح معاني الآثار (٣/ ٦٦).