كتاب الحدود
  بسوط له طرفان: ما روى عمرو بن دينار عن محمد بن علي عن علي # أنه ضرب الوليد بن عقبة أربعين سوطاً(١) بسوط له طرفان(٢)، وذلك حين كان شرب الوليد بالكوفة وصلى بالناس سكران، وقال: أزيدكم.
  فإن قيل: فقد روي أنه حين جلده أربعين قال: (إن رسول الله ÷ جلد أربعين، وجلد عمر ثمانين، وكل سنة).
  قيل له: يحتمل أن يكون # ضرب أربعين بسوط له رأسان، وضرب ثمانين بسوط له رأس واحد [والكل](٣) أيضاً سنة.
  فإن قيل: روي أن يوم حنين أتي النبي ÷ برجل قد شرب الخمر فقال للناس: «اضربوه» فمنهم من ضربه بالنعال، ومنهم من ضربه بالعصا، ومنهم من ضربه بالجريد(٤)، ثم أخذ رسول الله ÷ تراباً من الأرض فرمى به في وجهه(٥).
  قيل له: يحتمل أن يكون بلغ غاية ضرب الجميع ثمانين، فلا يكون فيه خلاف لسائر ما روي عنه، ويحتمل أن يكون ذلك قبل نزول حده، وعلى هذا يحمل ما روي أنه ÷ أتي بشارب فقال: «اضربوه» فمنهم من ضربه بثوبه، وبيده، ومنهم من ضربه بنعله(٦).
  ويدل على ذلك أيضاً أن عمر حين استشار أصحاب النبي ÷ فأشار
(١) في (ب، د، هـ): ضربة.
(٢) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (٣/ ١٥٤).
(٣) ما بين المعقوفين مظنن به في (هـ).
(٤) في المخطوطات: بالحديد. والمثبت هو الموافق لما في سنن أبي داود وشرح معاني الآثار، ولفظه: ومنهم من ضربه بالميتخة، يريد الجريدة الرطبة.
(٥) أخرجه أبو داود في السنن (٣/ ١٦٩) والطحاوي في شرح معاني الآثار (٣/ ١٥٦).
(٦) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٨/ ٥٤٢) والطحاوي في شرح معاني الآثار (٣/ ١٥٦).