شرح التجريد في فقه الزيدية،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

كتاب الحدود

صفحة 235 - الجزء 5

  بسوط له طرفان: ما روى عمرو بن دينار عن محمد بن علي عن علي # أنه ضرب الوليد بن عقبة أربعين سوطاً⁣(⁣١) بسوط له طرفان⁣(⁣٢)، وذلك حين كان شرب الوليد بالكوفة وصلى بالناس سكران، وقال: أزيدكم.

  فإن قيل: فقد روي أنه حين جلده أربعين قال: (إن رسول الله ÷ جلد أربعين، وجلد عمر ثمانين، وكل سنة).

  قيل له: يحتمل أن يكون # ضرب أربعين بسوط له رأسان، وضرب ثمانين بسوط له رأس واحد [والكل]⁣(⁣٣) أيضاً سنة.

  فإن قيل: روي أن يوم حنين أتي النبي ÷ برجل قد شرب الخمر فقال للناس: «اضربوه» فمنهم من ضربه بالنعال، ومنهم من ضربه بالعصا، ومنهم من ضربه بالجريد⁣(⁣٤)، ثم أخذ رسول الله ÷ تراباً من الأرض فرمى به في وجهه⁣(⁣٥).

  قيل له: يحتمل أن يكون بلغ غاية ضرب الجميع ثمانين، فلا يكون فيه خلاف لسائر ما روي عنه، ويحتمل أن يكون ذلك قبل نزول حده، وعلى هذا يحمل ما روي أنه ÷ أتي بشارب فقال: «اضربوه» فمنهم من ضربه بثوبه، وبيده، ومنهم من ضربه بنعله⁣(⁣٦).

  ويدل على ذلك أيضاً أن عمر حين استشار أصحاب النبي ÷ فأشار


(١) في (ب، د، هـ): ضربة.

(٢) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (٣/ ١٥٤).

(٣) ما بين المعقوفين مظنن به في (هـ).

(٤) في المخطوطات: بالحديد. والمثبت هو الموافق لما في سنن أبي داود وشرح معاني الآثار، ولفظه: ومنهم من ضربه بالميتخة، يريد الجريدة الرطبة.

(٥) أخرجه أبو داود في السنن (٣/ ١٦٩) والطحاوي في شرح معاني الآثار (٣/ ١٥٦).

(٦) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٨/ ٥٤٢) والطحاوي في شرح معاني الآثار (٣/ ١٥٦).