باب القول في أدب القاضي
كتاب القضاء والأحكام
باب القول في أدب القاضي
  قال أيده الله: يحتاج أن يكون القاضي عالماً بما يقضي، ورعاً في دينه، عفيفاً عن أموال المسلمين، حليماً، وثيق العقل، جيد التمييز، صليباً في أمر الله، فإن نقص شيء(١) من هذه الخصال كان ناقصاً(٢).
  اختلف العلماء في القاضي هل يجب أن يكون عالماً على الإطلاق حتى تكون منزلته منزلة المجتهدين، أو يجوز أن يكون مقلداً فيما يحكم، ولم يختلفوا في أن الأولى أن يكون عالماً قد بلغ منزلة المجتهدين، [فذهب كثير من العلماء إلى أنه يكون منزله منزلة المجتهدين](٣)، وذكر(٤) أبو بكر الجصاص في شرح مختصر الطحاوي ما يدل على أنه يجوز أن يكون مقلداً(٥)، وذكر الطحاوي في المختصر(٦) ما يدل أن محمداً كان يجوز حكم المقلد، ولم يصرح يحيى # أن كونه عالماً على الحد الذي ذكرنا شرط في صحة قضائه أم هو على أن يكون ذلك أولى به؛ لأنه قال: «يحتاج أن يكون القاضي عالماً»، إلا أنه لما قال في آخر الفصل: «فإن نقص شيء من هذه الخلال كان ناقصاً» نبه على أنه هو الأولى، [وعلى أن ما ذكر من ذلك أنه على سبيل الكمال](٧) ولم يجعله شرطاً، فيجب أن يدل ذلك على أنه يجوز حكم المقلد.
(١) «شيء» ساقط من (ب، د، هـ).
(٢) الأحكام (٢/ ٣٥٥).
(٣) ما بين المعقوفين ساقط من (ب، د، هـ).
(٤) في (ب، د، هـ): فذكر.
(٥) شرح مختصر الطحاوي (٨/ ٢٥).
(٦) شرح مختصر الطحاوي (٨/ ٢٧).
(٧) ما بين المعقوفين ساقط من (ب، د)، وفي (أ، ج): نبه على أنه هو ما ذكر من ذلك على سبيل الكمال وعلى أنه هو الأولى ولم يجعله شرطاً.