كتاب السير
  وأيضاً في حديث عبادة بن الصامت قال: خرج رسول الله ÷ إلى بدر فلقي العدو، فلما هزمهم الله اتبعتهم طائفة من المسلمين يقتلونهم، وأحدقت طائفة برسول الله ÷، واستولت طائفة على المعسكر والنهب، فلما انصرفوا قال الذين طلبوهم: لنا النفل، نحن طلبنا العدو، وبنا نفاهم الله وهزمهم، وقال الذين أحدقوا برسول الله ÷: ما أنتم بأحق منا، بل هو لنا، نحن أحدقنا برسول الله ÷ لا ينال العدو منه غرة، وقال الذين استولوا على المعسكر والنهب: والله ما أنتم بأحق منا، نحن حويناه واستولينا عليه، فأنزل الله ø: {يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ اِ۬لْأَنفَالِۖ ...} الآية [الأنفال: ١]، فقسمه رسول الله ÷ بينهم عن فُواق(١). فلم يخص القاتل منهم بشيء دون من سواه، فثبت بطلان استحقاق القاتل السلب.
  وأيضاً روي أن النبي ÷ سئل بوادي القرى فقيل: يا رسول الله، لمن المغنم؟ فقال: «لله سهم، ولهؤلاء أربعة أسهم»، فقيل: فهل أحد أحق بشيء من المغنم؟ فقال: «لا، حتى السهم يأخذه أحدكم من جنبه فليس بأحق به من أخيه»(٢)، فدل هذا على أن الغنائم يستوي فيها الجميع من أهل الحرب، القاتل وغيره، فبطل استحقاق القاتل للسلب.
  وعن عبادة بن الصامت عن النبي ÷ أنه قال: «أدوا الخيط والمخيط وما دون ذلك وما فوق ذلك، فإن الغلول عار على أهله يوم القيامة وشنآن»(٣)، فدخل السلب في ذلك وغيره.
(١) أخرجه أحمد في المسند (٣٧/ ٤٢١) والطحاوي (٣/ ٢٢٨).
(*) أي: قسمها في قدر فُواق ناقة، وهو ما بين الحلبتين من الراحة. وتضم فاؤه وتفتح. وقيل: أراد التفضيل في القسمة، كأنه جعل بعضهم أفوق من بعض على قدر غنائهم وبلائهم. (نهاية ٣/ ٤٧٩).
(٢) أخرجه الطحاوي (٣/ ٢٢٩).
(٣) أخرجه ابن ماجه (٢/ ٩٥٠).
(*) في كتب الحديث: وشنار.