باب القول في الأذان
  على أن القياس يصحح ما نذهب إليه؛ لأنه لا خلاف في غيرها من كلمات الأذان أنها لا تكرر أكثر من مرتين على الولاء، والإقامة أيضاً تشهد لنا بصحة ما ذكرناه.
  وقد قاس المخالف لنا التكبير على التهليل، فقال: لما ذكر التهليل في موضعين من الأذان وجب أن يكون في الموضع الأول ضعف ما في الموضع الثاني، وكذلك التكبير؛ لأنه ذكر في موضعين من الأذان.
  إلا أن قياسنا أولى؛ لما ذكرناه من الأخبار؛ ولأن أكثر كلمات الأذان أصل لما ذكرناه.
  ويمكن أن يقاس التكبير المبتدأ به على التكبير الذي في آخر الأذان.
  وروي عن عمار بن سعد، عن أبيه سعد القرظي أنه سمعه يقول: إن هذا الأذان أذان بلال الذي أمره به رسول الله ÷ وإقامته، وهو: الله أكبر، الله أكبر. أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله. [حي على الصلاة، حي على الصلاة. حي على الفلاح، حي على الفلاح. حي على خير العمل، حي على خير العمل](١) إلى آخره، وكل ذلك يؤكد ما نذهب إليه.
  والأذان المروي عن سائر مؤذني رسول الله ÷ بغير ترجيع يصحح ما نذهب إليه من ترك الترجيع، ويبين أن التأويل فيما روي من الترجيع ما ذهبنا إليه.
[الدليل على صحة التأذين بحي على خير العمل]
  وأما التأذين بحي على خير العمل فالدليل على صحته: ما أخبرنا به أبو العباس الحسني، قال: أخبرنا علي بن الحسين الظاهري، قال: حدثنا محمد بن عبدالعزيز، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: أخبرنا عيسى بن عبدالله بن
(١) ما بين المعقوفين من (أ).