شرح التجريد في فقه الزيدية،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 415 - الجزء 1

  شعيب، قال: حدثنا أسد، قال: حدثنا ابن أبي ذئب⁣(⁣١)، عن الزهري، عن حميد بن عبدالرحمن، قال: رأيت عمر وعثمان يصليان المغرب في رمضان إذا أبصرا الليل الأسود، ثم يفطران بعده⁣(⁣٢).

  وأما ما يدل على أن آخر وقت المغرب هو أول وقت العشاء فهو حديث جابر وحديث أبي موسى؛ لأن جابراً قال: إن النبي ÷ صلى العشاء في الليلة الأولى قبل غيبوبة الشفق، وذكر أبو موسى أنه ÷ صلى العشاء في الليلة الأولى حين غاب الشفق، وذكر أنه ÷ أخر المغرب في الليلة الثانية حتى كان عند سقوط الشفق.

  ويدل على ذلك ما روي عن رسول الله ÷: «إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدأوا بالعشاء»⁣(⁣٣) ولا يجوز أن يرخص في تأخيرها إلا مع بقاء وقتها.

  فإن قيل: ذكر ابن عباس في حديثه أن رسول الله ÷ صلى المغرب حين أم به جبريل # في وقت واحد.

  قيل له: قد دللنا على أن ما رواه جابر وأبو موسى متأخر عن حديث ابن عباس، فهو أولى أن يؤخذ به.

  فإن قيل: روي عن النبي ÷ أنه قال: «لا تزال أمتي بخير ما لم يؤخروا المغرب إلى أن تشتبك⁣(⁣٤) النجوم»⁣(⁣٥).

  قيل له: يجوز أن يكون المراد به أنه أول الوقت، ويعتقدوا في أول الوقت أنه ليس بوقت له.


(١) في (أ، ب): ذؤيب.

(٢) شرح معاني الآثار (١/ ١٥٥)، وفيه: ثم يفطران بعد.

(٣) أخرجه مسلم (١/ ٣٩٢) والترمذي (١/ ٤٥٧).

(٤) منه حديث مواقيت الصلاة: «إذا اشتبكت النجوم» أي: ظهرت جميعها واختلط بعضها ببعض لكثرة ما ظهر منها. (نهاية).

(٥) أخرجه أبو داود (١/ ١٥٥).