كتاب الصلاة
  شعيب، قال: حدثنا أسد، قال: حدثنا ابن أبي ذئب(١)، عن الزهري، عن حميد بن عبدالرحمن، قال: رأيت عمر وعثمان يصليان المغرب في رمضان إذا أبصرا الليل الأسود، ثم يفطران بعده(٢).
  وأما ما يدل على أن آخر وقت المغرب هو أول وقت العشاء فهو حديث جابر وحديث أبي موسى؛ لأن جابراً قال: إن النبي ÷ صلى العشاء في الليلة الأولى قبل غيبوبة الشفق، وذكر أبو موسى أنه ÷ صلى العشاء في الليلة الأولى حين غاب الشفق، وذكر أنه ÷ أخر المغرب في الليلة الثانية حتى كان عند سقوط الشفق.
  ويدل على ذلك ما روي عن رسول الله ÷: «إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدأوا بالعشاء»(٣) ولا يجوز أن يرخص في تأخيرها إلا مع بقاء وقتها.
  فإن قيل: ذكر ابن عباس في حديثه أن رسول الله ÷ صلى المغرب حين أم به جبريل # في وقت واحد.
  قيل له: قد دللنا على أن ما رواه جابر وأبو موسى متأخر عن حديث ابن عباس، فهو أولى أن يؤخذ به.
  فإن قيل: روي عن النبي ÷ أنه قال: «لا تزال أمتي بخير ما لم يؤخروا المغرب إلى أن تشتبك(٤) النجوم»(٥).
  قيل له: يجوز أن يكون المراد به أنه أول الوقت، ويعتقدوا في أول الوقت أنه ليس بوقت له.
(١) في (أ، ب): ذؤيب.
(٢) شرح معاني الآثار (١/ ١٥٥)، وفيه: ثم يفطران بعد.
(٣) أخرجه مسلم (١/ ٣٩٢) والترمذي (١/ ٤٥٧).
(٤) منه حديث مواقيت الصلاة: «إذا اشتبكت النجوم» أي: ظهرت جميعها واختلط بعضها ببعض لكثرة ما ظهر منها. (نهاية).
(٥) أخرجه أبو داود (١/ ١٥٥).