باب القول في ستر العورة والثياب التي يصلى فيها وعليها
  ما يرجح به طهارته كما وجد في سائر الجلود التي يكون أصلها في بلد الإسلام.
  فأما وبر الخز فقد بينا مذهبه فيه وإن كان وبر الميتة، وقد دللنا فيما مضى على طهارة صوف الميتة وشعرها ووبرها إذا غسل، فلا طائل في إعادته، على أن لبس الخز بين المسلمين ظاهر، وليس يبعد أن يقال فيه: إنه إجماع، بل هو الظاهر من حاله.
  وأخبرنا أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا علي، قال: حدثنا(١) فهد، قال: حدثنا أبي نعيم، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر، قال: سمعت أبي يذكر عن الشعبي، قال: كان على الحسين بن علي # عمامة خز(٢).
  وأخبرنا أبو بكر، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا علي(٣)، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن العَيزار بن الحارث(٤)، قال: رأيت على الحسين # مطرف(٥) خز.
  وروى الطحاوي يرفعه إلى وهب بن كيسان، قال: رأيت سعد بن أبي وقاص وأبا هريرة وجابر بن عبدالله وأنس بن مالك يلبسون الخز(٦).
  وروي أن علي بن الحسين # كان يلبس الخز في الشتاء، فإذا جاء الصيف باعه وتصدق بثمنه، وقال: أكره أن آكل ثمن ثوب أعبدالله فيه.
(١) قوله: (قال حدثنا الطحاوي قال: حدثنا علي قال: حدثنا فهد) الصواب: قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا فهد، كما هو مذكور في شرح معاني الآثار حسبما ذكرنا، فقال: حدثنا فهد، قال: حدثنا أبو نعيم ... إلخ. (كاشف).
(٢) شرح معاني الآثار (٤/ ٢٥٥)، ولفظه: رأيت على الحسين بن علي جبة خز.
(٣) بن شيبة.
(٤) الصواب: العيزار بن حريث. (كاشف).
(٥) المطرف بكسر الميم وفتحها وضمها: الثوب الذي في طرفيه عَلَمان. (نهاية).
(*) وشرح معاني الآثار (٤/ ٢٥٥).
(٦) شرح معاني الآثار (٤/ ٢٥٦).