باب القول في صفة الصلاة وكيفيتها
  السورة، وفي الركعة الثانية أول سورة المؤمنين حتى يبلغ: {فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَٰلِقِينَ ١٤}[المؤمنون]، ثم يقول في كل ركعة من ركوعه: سبحان الله العظيم وبحمده، ثلاث مرات، ومثل ذلك سبحان الله الأعلى وبحمده في السجود، أعطاه الله تعالى كذا وكذا».
  فلما رغب ÷ في هذا التسبيح علم أن له مزية في الفضل.
  وأخبرنا أبو العباس الحسني، قال: أخبرنا محمد بن بلال، قال: حدثنا محمد بن عبدالعزيز، قال: حدثنا الحسن بن الحسين العرني، عن علي بن القاسم الكندي، عن أبي رافع(١)، عن علي # أنه كان إذا ركع قال: (سبحان الله العظيم) ثلاث مرات.
  فإن قيل: روي عن عقبة الجهني قال: لما نزل(٢): {فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ ٩٦}[الواقعة: ٩٦، والحاقة: ٥٢] قال النبي ÷: «اجعلوها في ركوعكم»؛ فلما نزلت: {سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى ١}[الأعلى] قال ÷: «اجعلوها في سجودكم»، وهذا يقتضي: «سبحان ربي العظيم».
  قيل له: ليس يخلو المراد بقوله: «اجعلوها في ركوعكم» من أن يكون أراد اجعلوا اللفظة كما هي، وهذا لا يقول به أحد، أو يكون المراد به أن يسبح اسم ربه؛ وإذا كان المراد الثاني فيجب أن يكون سبحان الله؛ لأن قولنا: «الله» هو اسم ربنا الأخص الذي لا يقع فيه اشتراك؛ ألا ترى أن إنساناً لو قيل له: ناد باسم صاحبك، لم يقتض ظاهر الأمر أن يقول: يا صاحبي، بل اقتضى أن يناديه
(١) في الكاشف المفيد: «عن ابن أبي رافع» ثم قال: هذا الإسناد منقطع لأن محمد بن عبيدالله بن أبي رافع لم يدرك علياً # والصواب: ما أسنده الهادي # في المنتخب عند روايته لهذا الحديث فقال # في المنتخب: أخذنا بقول أمير المؤمنين في التسبيح في الركوع والسجود الذي رواه علي بن رجاء عن الحسن بن الحسين العرني عن علي بن القاسم الكندي عن محمد بن عبيدالله بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن علي #: «أنه كان يقول في ركوعه: سبحان الله العظيم وبحمده، وفي سجوده: سبحان الله الأعلى وبحمده».
(٢) في (أ): نزلت.