كتاب الصلاة
  اليمان، قال: حدثنا محمد بن شجاع، قال: حدثنا شريح بن النعمان والمعلى، عن ابن عيينة، عن الزهري، قال: سمعت أنساً يقول في حديث له: قال النبي ÷: «إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذ كبر فكبروا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا رفع رأسه فارفعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا لك الحمد».
  وروى ذلك أبو جعفر الطحاوي عن أبي موسى الأشعري عن النبي ÷(١) [وأبي هريرة، عن النبي ÷(٢). فدل قول النبي ÷ على أن: ربنا لك الحمد يقوله المصلي بشرط أن يقول إمامه: سمع الله لمن حمده؛ لأن (إذا) شرط.
  ودل أيضاً على أن الإمام يقول: سمع الله لمن حمده من وجهين:
  أحدهما: ما ذكرنا من أن: ربنا لك الحمد، أمر ÷(٣)] أن يقول بشرط أن يقول إمامه: سمع الله لمن حمده، والإمام لا إمام له.
  والثاني: أنه بين ما يقوله الإمام ولم يذكر فيه ربنا لك الحمد.
  فإذا(٤) ثبت ذلك في الإمام كان سبيل المنفرد سبيل الإمام؛ لأنه لا إمام له، فلذلك قلنا: إن الإمام والمنفرد يقتصران على أن يقولا: سمع الله لمن حمده.
  فإن قيل: فقد روي عن النبي ÷ أنه كان يقول إذا رفع رأسه من الركوع: «سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد».
  قيل له: وردت في هذا روايات تدل على أن ما قاله النبي ÷ من ذلك بعد قوله: سمع الله لمن حمده قاله على سبيل القنوت.
  وروى أبو جعفر بإسناده عن عبيدالله بن(٥) أبي رافع، عن علي #، عن النبي ÷ أنه كان إذا رفع رأسه من الركوع قال: «اللهم ربنا لك الحمد ملء
(١) شرح معاني الآثار (١/ ٢٣٨).
(٢) شرح معاني الآثار (١/ ٢٣٨).
(٣) ما بين المعقوفين من المطبوع.
(٤) في (ب): وإذا.
(٥) في (أ، ب، ج): عن عبيدالله عن أبي رافع.