شرح التجريد في فقه الزيدية،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

باب القول في صفة الصلاة وكيفيتها

صفحة 515 - الجزء 1

  حديث أنس عن النبي ÷ قال: «فإذا رفعت رأسك من الركوع فأقم صلبك حتى يقع كل عضو مكانه».

  وأخبرنا أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا ابن أبي داود، قال: حدثنا يحيى بن صالح، قال: حدثني سليمان بن بلال، قال: حدثني شريك بن أبي نمر، عن علي بن يحيى، عن عمه رفاعة بن رافع، أن النبي ÷ كان جالساً في المسجد، فدخل رجل فصلى ورسول الله ÷ ينظر إليه، فقال له: «إذا قمت في صلاتك فكبر ثم اقرأ إن كان معك قرآن، وإن لم يكن معك قرآن فاحمد الله وكبر وهلل، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم قم حتى تعتدل قائماً ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم اجلس حتى تطمئن جالساً، فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك، وما ينقص من ذلك فإنما ينقص من صلاتك»⁣(⁣١).

  فأمر ÷ بأن يعتدل بعد الركوع قائماً.

  وأما التكبير إذا خر ساجداً فقد تظاهرت به الأخبار، وهو مما لا خلاف فيه.

  وأما وضع اليدين قبل الركبتين فقد اختلف فيه، ورأى كثير من الفقهاء أن يضع ركبتيه قبل يديه.

  ووجه ما اخترنا من ذلك: ما أخبرنا به أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا علي بن عبدالرحمن، قال: حدثنا أصبغ بن الفرج، قال: حدثنا الدراوردي، عن عبيدالله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أنه كان إذا سجد بدأ بوضع يديه قبل ركبتيه، وكان يقول: كان النبي ÷ يصنع ذلك⁣(⁣٢).

  وأخبرنا أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا صالح بن عبدالرحمن، قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا عبدالعزيز بن محمد، قال:


(١) شرح معاني الآثار (١/ ٢٣٢).

(٢) شرح معاني الآثار (١/ ٢٥٤).