شرح التجريد في فقه الزيدية،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 686 - الجزء 1

  وأخبرنا أبو بكر، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا فهد، قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبدالله، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: كسفت الشمس في زمان النبي ÷ فقام فزعاً يخشى⁣(⁣١) أن تكون الساعة⁣(⁣٢)، حتى أتى المسجد، فقام فصلى أطول قيام وركوع وسجود، ما رأيته يفعله في صلاة قط، قال: ثم قال: «إن هذه الآيات التي يرسلها الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته، ولكن يرسلها الله يخوف بها عباده، فإذا رأيتم شيئاً منها فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره»⁣(⁣٣).

  وفي حديث أبي أنه جلس ÷ كما هو مستقبل القبلة يدعو حتى انجلى كسوفها.

  وقلنا: إن شاء جهر بالقراءة وإن شاء خافت بها لما أخبرنا به أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، عن حسين بن نصر، قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير بن معاوية، عن الأسود بن قيس، عن ثعلبة بن عباد، عن سمرة بن جندب، قال: صلى بنا رسول الله ÷ صلاة الكسوف ولم نسمع له صوتاً⁣(⁣٤).

  وأخبرنا المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا ابن أبي داود، قال: حدثنا عمرو بن خالد، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة أن النبي ÷ جهر بالقراءة في كسوف الشمس⁣(⁣٥).

  فلما روي أنه خافت مرة وجهر مرة أخرى قلنا: إن المصلي بالخيار، إن شاء خافت وإن شاء جهر.


(١) في (أ، ب، ج): فخشي.

(٢) في (أ، ب، ج): أن تكون الساعة قد قامت.

(٣) شرح معاني الآثار (١/ ٣٣١، ٣٣٢).

(٤) شرح معاني الآثار (١/ ٣٣٣) وفيه: لا نسمع له صوتاً.

(٥) شرح معاني الآثار (١/ ٣٣٣).