كتاب الصلاة
  وأخبرنا أبو بكر، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا فهد، قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبدالله، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: كسفت الشمس في زمان النبي ÷ فقام فزعاً يخشى(١) أن تكون الساعة(٢)، حتى أتى المسجد، فقام فصلى أطول قيام وركوع وسجود، ما رأيته يفعله في صلاة قط، قال: ثم قال: «إن هذه الآيات التي يرسلها الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته، ولكن يرسلها الله يخوف بها عباده، فإذا رأيتم شيئاً منها فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره»(٣).
  وفي حديث أبي أنه جلس ÷ كما هو مستقبل القبلة يدعو حتى انجلى كسوفها.
  وقلنا: إن شاء جهر بالقراءة وإن شاء خافت بها لما أخبرنا به أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، عن حسين بن نصر، قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير بن معاوية، عن الأسود بن قيس، عن ثعلبة بن عباد، عن سمرة بن جندب، قال: صلى بنا رسول الله ÷ صلاة الكسوف ولم نسمع له صوتاً(٤).
  وأخبرنا المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا ابن أبي داود، قال: حدثنا عمرو بن خالد، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة أن النبي ÷ جهر بالقراءة في كسوف الشمس(٥).
  فلما روي أنه خافت مرة وجهر مرة أخرى قلنا: إن المصلي بالخيار، إن شاء خافت وإن شاء جهر.
(١) في (أ، ب، ج): فخشي.
(٢) في (أ، ب، ج): أن تكون الساعة قد قامت.
(٣) شرح معاني الآثار (١/ ٣٣١، ٣٣٢).
(٤) شرح معاني الآثار (١/ ٣٣٣) وفيه: لا نسمع له صوتاً.
(٥) شرح معاني الآثار (١/ ٣٣٣).