الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

رهب

صفحة 140 - الجزء 1

  وأرض مُؤَرْنِبةٌ، بكسر النون: ذات أرانب.

  والأرنبة: طرف الأنف. وقول الشاعر⁣(⁣١):

  لها أَشَارِيرُ من لحمٍ تُتَمِّرُهُ ... من الثَعَالِى ووَخْزٌ من أَرَانِيها⁣(⁣٢)

  يريد الثعالب والأرانب، فلما اضطرّ واحتاج إلى الوزن أبدل من الياء حرف اللين.

[رهب]

  رَهِبَ، بالكسر، يَرْهَبُ رَهْبَةً ورُهْباً بالضم، ورَهَباً بالتحريك، أى خاف. ورجُل رَهَبُوتٌ. يقال: «رَهَبُوتٌ خيرٌ من رَحَمُوتٍ» أى لَأَنْ تُرْهَبَ خيرٌ من أن تُرْحَمَ.

  وتقول: أَرْهَبَهُ واسترهبه، إذا أَخافه.

  والراهب: واحد رُهبان النصارى، ومصدره الرَّهْبَةُ⁣(⁣٣) والرَّهْبَانِيَّةُ. والتَّرَهُّبُ: التَعَبُّد.

  قال الأصمعى: الرَّهْبُ: الناقة المهزولة.

  والرَهْبُ أيضاً: النَصْلُ الرقيق من نصال السِهامِ، والجمع رِهَابٌ. قال الشاعر⁣(⁣٤):

  إنِّى سَيَنْهَى عَنِّي وَعِيدَهُمُ ... بِيضٌ رِهَابٌ ومُجْنَأٌ أَجُدُ⁣(⁣٥)

  والرَّهَابَةُ، على وزن السحابة: عظم⁣(⁣١) فى الصدر مُشرف على البطن، مثل اللسان.

[روب]

  رُوبَةُ اللَّبَنِ: خَميرة تُلْقَى فيه من الحامض لِيَرُوبَ. وفى المثل: «شُبْ شَوْباً لك رُوبَتُهُ» كما يقال: «احلُبْ حَلَباً لك شَطْرُهُ».

  ورُوبَةُ الليل أيضاً: طائفة منه، يقال: هَرِّقْ عَنَّا مِن رُوبةِ الليلِ.

  ورُوبَةُ الفَرَسِ: ماؤُهُ فى جِمامِهِ. تقول: أَعِرْنِى رُوبةَ فَرَسِكَ.

  والرُّوبَةُ: الحاجةُ. تقول: فلان لا يقوم بِرُوبةِ أهلِهِ، أى بما أسندوا إليه من حوائجهم.

  قال ابن الأعرابى: رُوبَةُ الرجلِ: عقله. تقول: هو يحدِّثنى وأنا إذْ ذاك غلام ليست لى رُوبةٌ.

  ورَابَ اللبنُ يَرُوبُ رَوْباً، إذا خَثُرَ وأَدْرَكَ، فهو رائب. ورَوَّبْتُهُ. وفى المثل: «أَهْوَنُ مظلومٍ سِقَاءٌ مُرَوَّب⁣(⁣٢)»، وأصله السِقَاءُ يُلَفُّ حتى يبلغَ أوانَ المَخْضِ.

  والمِرْوَبُ⁣(⁣٣): الإناءُ الذى يُرَوَّبُ فيه اللبن.

  والرائب يكون ما مُخِضَ وما لم يُمْخَضْ. قال أبو عبيد: إذا خَثُرَ اللبن فهو الرائب، فلا يزال


(١) أبو كاهل اليشكرى، يشبه ناقته بعقاب.

(٢) قبله:

كأن رحلى على شغواه حادره ... ظمياه قد بل من طل خوافيها

(٣) والرهبنة أيضاً.

(٤) هو صخر الغى الهذلى.

(٥) وبعده:

وصارم أخلصت خشيته ... أبيض مهو في متنه ربد

(١) وفى غيره من الأمهات «عظيم» بالتصغير، أى غضروف كأنه طرف لسان الكلب.

(٢) المظلوم: اللبن الذى يظلم فيشرب قبل أن تخرج زبدته. وظلمت السقاء، إذا سقيت منه قبل إدراكه.

(٣) كمنبر.