الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

وزر

صفحة 845 - الجزء 2

  من اللحم. ومنه قولهم: «يا ابنَ شَامَّةِ الوَذْرَةِ»، وهى كلمة قذفٍ. وكانت العرب تَتَسَابُّ بها، كما كانت تتسابّ بقولهم: يا ابن مُلْقَى أَرْحُلِ الرُكْبَانِ! ويا ابن ذات الرايات! ونحوِها.

  والجمع وَذْرٌ، مثل تَمْرَةٍ وتَمْرٍ.

  ووَذَّرْتُ اللحمَ تَوْذِيراً: قطّعته: وكذلك الجرح إذا شرطتَه.

  وتقول: ذَرْهُ، أى دعه. وهو يَذَرُهُ، أى يذعُه. وأصله وَذِرَهُ يَذَرُهُ، مثل وَسِعَهُ يَسَعُهَ، وقد أُمِيتَ مصدرُه. ولا يقال وَذِرَهُ ولا وَاذِرٌ، ولكن: تَرَكَهُ وهو تاركٌ.

[وزر]

  الوَزَرُ: الملجأ. وأصل الوَزَرِ الجبلُ⁣(⁣١).

  والوِزْرُ: الإثمُ، والثِقْلُ، والكَارَةُ، والسِلَاحُ. قال الشاعر⁣(⁣٢):

  وأَعْدَدْتُ للحرب أَوْزَارَهَا ... رِمَاحاً طِوالاً وخيلاً ذُكُورا

  والوَزِير: المُوَازِرُ، كالأكيل المُوَاكِلُ، لأنَّه يحمل عنه وِزْرَهُ، أى ثِقْلَه.

  والوَزَارَةُ: لغةٌ فى الوِزَارَةِ.

  وقد اسْتُوزِرَ فلانٌ، وهو يُوَازِرُ الأميرَ ويَتَوَزَّرُ له.

  واتَّزَرَ الرجلُ: ركب المِوْزَر، وهو افْتَعَلَ منه.

  وقوله تعالى: {وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى} أى لا تحمل حاملةٌ حِمْلَ أخرى. وقال الأخفش: لا تَأْثَمُ آثِمَةٌ بإثْمِ أخرى. قال: تقول منه: وَزِرَ يَوْزَرُ، ووَزَرَ يَزِرُ، ووُزِرَ يُوزَرُ فهو مَوْزُورٌ⁣(⁣١). وإنَّما قال فى الحديث: «مَأْزُورَاتٍ» لمكان «مأجوراتٍ»، ولو أفرد لقال: مَوْزُورَاتٌ.

  أبو عمرو: وَزَرْتُ الشئَ: أحرزْته.

  ووَزَرْتُ فلاناً: غلبته. وقال:

  * قد وَزَرَتْ جِلَّتَها أَمْهَارُها*

[وشر]

  وشَرْتُ الخشبة بالمِيشَارِ غير مهموز: لغة فى أشَرْتُ.

  والوَشْرُ أيضاً: أن تحدِّد المرأةُ أسنانها وترقِّعها. وفى الحديث: «لعن الله الوَاشِرَةَ والمُؤْتَشِرَة». وصر

  الوِصْرُ: لغة فى الإصْرِ، وهو العهد، كما قالوا: إرِثٌ ووِرْثٌ، وإسَادَةٌ ووِسادةٌ.

  والوِصْرُ: الصَكُ⁣(⁣٢)، وكتابُ العهدة.


(١) الجبل المنيع، فى اللسان.

(٢) الأعشى.

(١) وزر الأول كعلم، والثانى كوعد، والثالث للمجهول، كما فى الترجمتين.

(٢) فى اللسان: «كلتاهما فارسية معربة».