الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

وقر

صفحة 848 - الجزء 2

  كأنَّهَا من بُدُنٍ⁣(⁣١) وإيفَارْ ... دَبَّتْ عليها ذَرِبَاتُ الأَنْبارْ

  إنما هو من الوُفُورِ، وهو التمام. يقول: كأنّها مما أَوْفَرَها الرَعْىُ دَبَّتْ عليها الأنبار.

  ويروى: «واسْتِيفَارْ»، والمعنى واحد. ويروى: «وإيغَارْ»، مِن أَوْغَرَ العاملُ الخَرَاجَ، أى استوفاه. ويروى بالقاف، من أَوْقَرَهُ، أى أثقلَه.

[وقر]

  الوَقْرُ بالفتح: الثِقْلُ فى الأذن.

  والوِقْرُ بالكسر: الحِمْلُ. يقال: جاء يحمل وِقْرَهُ. وقد أَوْقَرَ بعيرَه. وأكثر ما يستعمل الوِقْرُ فى حِمْلِ البغلِ والحمارِ، والوَسْقُ فى حملِ البعيرِ.

  وهذه امرأةٌ مُوقَرَةٌ، بفتح القاف، إذا حملتْ حَمْلاً ثقيلاً.

  وأَوْقَرَتِ النخلةُ، أى كَثُرَ حملها. يقال: نخلةٌ مُوقِرَةٌ ومُوقِرٌ، ومُوقَرَةٌ. وحُكِىَ مُوقَرٌ، وهو على غير القياس، لأنَّ الفعل ليس للنخلة.

  وإنَّما قيل مُوقِرٌ بكسر القاف، على قياس قولك امرأةٌ حاملٌ، لأنَّ حَمْل الشجرِ مشبَّه بحمل النساء.

  فأمَّا مُوقَرٌ بالفتح فشاذُّ. وقد روى فى قول لبيدٍ يصف نخيلا:

  عُصَبٌ كَوَارِعُ فى خَلِيجِ مُحَلِّمٍ ... حَمَلَتْ فمنها مُوقَرٌ مَكمومُ

  والجمع مَوَاقِرٌ.

  وقد وَقِرَتْ أذنُه بالكسر تَوْقَرُ وَقْرُا، أى صَمَّتْ. وقياس مصدره التحريك، إلا أنَّه جاء بالتسكين.

  ووَقَرَ الله أذنَه يَقِرُهَا وَقْراً. يقال: اللهمَ قِرْ أُذْنَهُ. ووُقِرَتْ أذُنُهُ، على ما لم يسمَّ فاعله، فهو موقورٌ.

  ووَقَرْتُ العظمَ أَقِرُهُ وَقْراً: صَدَعْتُهُ. قال الأعشى:

  يا دَهْرُ قد أَكْثَرْتَ فَجْعَتَنَا ... بسَرَاتِنَا ووَقَرْتَ فى العَظْمِ

  والوَقْرَةُ: أن يصيب الحافرَ حجرٌ أو غيره فيَنْكُبه. تقول منه: وَقِرَتِ الدابة بالكسر، وأَوْقَرَهَا الله، عن الكسائى، مثل رَهِصَتْ وأَرْهَصَهَا الله. قال العجاج:

  كأنّه مُستبطِنٌ إصْرَارا ... وَأْباً حَمَتْ نُسورُهُ الأَوْقارا

  يقال فى الصبر على المصيبة: «كانت وقْرَةً فى صخرةٍ»، يعنى ثُلْمَةً وهَزْمَةً، أى أنَّه احتمل المصيبة ولم تؤثّر فيه إلّا مثلَ تلك الهَزْمة فى الصخرة.


(١) قوله: «من بدن» تقدمت رواية «من سمن». انظر (نبر).