الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

وعد

صفحة 551 - الجزء 2

  من الحجارة، والحظيرةُ من الغِصَنَةِ. تقول منه: اسْتَوْصَدْتُ فى الجبل، إذا اتَّخذته.

  والوَصِيدُ: النباتُ المتقاربُ الأصولِ.

[وطد]

  وَطَدْتُ الشئُ أَطِدُهُ وَطْداً، أى أثبتُّه وثقَّلته، والتَوْطِيدُ مثله. وقال الشاعر يصفُ قوماً بكثرة العدد:

  وهُمْ يَطِدُونَ الأرض لَوْلَاهُمُ ارْتَمَتْ ... بمَنْ فوقَها مِنْ ذِى بَيَانٍ وأَعْجَمَا

  وقد وَطَدْتُ على بابِ الغار الصَخْرَ، إذا سدَدْتَه به ونَضَّدْته عليه. ووَطَدَهُ إلى الأرض: مثل وَهَصَهُ وغَمَزَهُ إلى الأرض. وتَوَطَّدَ: أى ثبتَ.

  والمِيطَدَةُ: خشبةٌ يُمْسَك بها المِثْقَبُ.

  والوَطائدُ: قواعدُ البنيان. والواطِدُ: الثابتُ والطادِي مقلوبٌ منه. قال القطامى:

  ما اعْتادَ حُبُّ سُليْمَى حِينَ مُعْتادِ ... ولا تَقَضَّى بِوَاقِى دَيْنِها الطادِى

[وعد]

  الوَعْدُ يستعمل فى الخير والشر. قال الفراء: يقال: وعدتُه خيراً ووعدتُه شرًّا. قال الشاعر⁣(⁣١):

  أَلَا عَلِّلَانِى كلُّ حَىٍّ مُعلَّلُ ... ولا تَعِدانِى الشَرَّ والخيرُ مُقْبِلُ

  فإذا أسقطوا الخير والشر قالوا فى الخير الوَعُدُ والعِدَةُ، وفى الشر الإيعَادُ والوَعِيدُ. قال الشاعر⁣(⁣١):

  وإنِّى وإنْ أَوْعَدْتُهُ أو وَعَدْتُهُ ... لَمُخْلِفُ إيغادِى ومُنْجِزُ مَوْعِدِي⁣(⁣٢)

  فإن أدخلوا الباء فى الشرّ جاءوا بالألف. قال الراجز:

  أَوْعَدَنِي بالسجنِ والأَداهمِ ... رِجْلى ورِجْلى شَثْنَةُ المَناسِمِ

  تقديره: أَوْعَدَنِي بالسجن، وأَوْعَدَ رِجْلى بالأداهم. ثم قال: رِجْلِى شَثْنَةٌ، أى قوبَّة على القيد.

  والعِدَةُ: الوَعْدُ، والهاء عوضٌ من الواو؛ ويجمع على عِدَاتٍ؛ ولا يجمع الوَعْدُ. والنسبة إلى عِدَةٍ عِدِيٌ، وإلى زِنَةٍ زِنِىُّ، فلا تردُّ الواوُ كما ترُدّها فى شِيَةٍ. والفراء يقول: عِدَوِيٌ وزِنَوِىٌّ، كما يقال شِيَوِىُّ. قال: وقول

  الشاعر زهير:

  إنَّ الخليطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فانْجَرَدُوا ... وأَخْلَفُوكَ عِدَا الأَمْرِ الذى وَعَدُوا

  أراد عِدَةَ الأمرِ، فحذف الهاء عند الإضافة.


(١) القطامى.

(١) هو عامر بن الطفيل.

(٢) قبله:

ولا يرهب ابن العم ما عشت صولتي ... ويامن منى صولة المتوعد