الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

نزأ

صفحة 75 - الجزء 1

  مكة فإنهم يهمزون هذه الأحرف، ولا يهمزُون فى غيرها، ويخالفون العرب فى ذلك.

  وتَصْغِيرُ النَبيءِ نُبَيِّئٌ مثل نُبَيِّعٍ، وتصغير النُبُوءَةِ نُبَيِّئَةٌ مثال نُبَيِّعَةٍ. تقول: العرب كانت نُبَيِّئَةُ مُسَيْلِمَةَ نُبَيِّئَةَ سوءٍ.

  وجمعُ النبيِ نُبَآءُ. قال الشاعر⁣(⁣١):

  يا خاتِمَ النُبَآءِ إنَّكَ مُرْسَلٌ ... بالخير كلُّ هُدَى السَّبِيلِ هُداكا

  ويُجْمَعُ أيضاً على أَنْبِيَاءَ، لأن الهَمْزَ لَمَّا أُبْدِلَ وأُلْزِمَ الإبدالَ جُمِعَ جَمْعَ ما أَصْلُ لَامِهِ حَرفُ العلَّة، كعِيدٍ وأعيادٍ، على ما نذكره فى باب المعتل إن شاء الله.

[نتأ]

  نَتَأَ نَتْأً ونُتُوءًا ونتُوًّا. وفى المثل «تَحْقِرُهُ ويَنْتَأُ» أي يرتفع. وكلُّ شيءٍ ارتفع من بيتٍ وغيره فهو ناتِئٌ.

  ونَتَأَ الشيءُ: خرج من موضعه من غير أَنْ يَبِينَ. ونَتَأَتِ القَرْحَةُ: وَرِمَتْ. ونَتَأَتْ على القوم: طَلَعَتْ عليهم مثل نَبَأْتُ. ونَتَأَتِ الجاريةُ: بَلَغَتْ وارتفعت.

[نجأ]

  أبو عبيد: نَجَأْتُهُ نَجْأً: إذا أَصَبْتَهُ بعين. وكذلك تَنَجَّأْتُهُ، أي تَعَيَّنْتُهُ.

  الفرَّاء: رَجُلٌ نَجُوءُ العَيْنِ ونَجِيءُ العَيْنِ، على فَعُولٍ وفَعِيلٍ، أي خبيثُ العين. وكذلك نَجُؤُ العينِ ونَجِئُ العين، على فَعُلٍ وفَعِلٍ.

  وفي الحديث «رُدُّوا نَجْأَةَ السَائِلِ باللُقْمَةِ» أي رُدُّوا شِدَّةَ نَظَرِهِ إلى طعامكم بلُقمة تدفعونها إليه.

[ندأ]

  نَدَأْتُ القُرْصَ فى النار نَدْءًا، إذا دَفَنْتَهُ فى المَلَّةِ ليَنْضُجَ، وكذلك اللَّحْمُ إذا أَمْلَلْتَهُ فى الجَمْرِ. والاسم النَدِيء، مثل الطَبِيخِ.

  الأصمعى: نَدَأْتُ الشيءَ: كَرِهْتُهُ.

  والنَدْأَةُ والنُدْأة: الكَثْرَةُ من المالِ، مثل النَّدْهَةِ والنُّدْهَةِ⁣(⁣١). والنَدْأَةُ والنُدْأَةُ أيضاً: قَوْسُ قُزَحَ.

[نزأ]

  أبو زيد: نَزَأْتُ بَيْنَ القوم نَزْءًا ونُزُوءًا، إذا حَرَّشْتَ وأَفْسَدْتَ. ونَزَأَ الشَيْطَانُ بينهم: أَلْقَى الشرَّ والإغراءَ.

  الكسائى: نَزَأْتُ عليه نَزْءًا: حَمَلْتُ.

  يقال: ما نَزَأَكَ على هذا، أى ما حَمَلَكَ عليه ... ورجلٌ مَنْزُوءٌ بكذا، أى مُولَعٌ. ويقال: إنَّكَ لا تدرى عَلَامَ يُنْزَأُ هَرِمُكَ، ولا تدرى بِمَ يُولَعُ هَرِمُكَ، أى نفسُكَ وعقلُكَ. عن ابن السكيت⁣(⁣٢).


(١) هو العباس بن مرداس السلمى. وبعده:

ان الالة ثنى عليك محبة ... في خلقه ومحمدا سماكا

(١) الأولى بالفتح والثانية بالضم.

(٢) على هذا التفسير يقرأ هرمك بكسر الراء، وعلى تفسيره بمعنى الكبر الذى اختاره المجد يقرأ بفتحها. وعلى كل فالياء من ينزأ مضمومة لأنه مبنى للمجهول، هذا ملخص ما فى الحاشية والشرح.