الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

رصع

صفحة 1219 - الجزء 3

[رسع]

  الرَّسَعُ: فسادٌ فى الأجفان. وقد رَسِعَ الرجلُ، فهو أَرْسَعُ. وفيه لغة أخرى: رَسَّعَ الرجلُ تَرْسِيعاً، فهو مُرَسِّعٌ ومُرَسِّعَةٌ⁣(⁣١)، وقد رَسَّعَتْ عينُه أيضاً تَرْسِيعاً. قال امرؤ القيس⁣(⁣٢):

  أَيَا هِنْدُ لا تَنكحي بُوهَةً ... عليه عَقِيقتُهُ أَحْسَبَا

  مُرَسِّعَةً وَسْطَ أَرْسَاغِهِ⁣(⁣٣) ... به عَسَمٌ يَبْتَغِى أَرْنَبَا

  ليجعلَ فى رِجْلِهِ كَعْبَهَا ... حِذَارَ المَنِيَّةِ أَنْ يَعْطَبَا

  قوله مُرَسِّعَةً⁣(⁣٤)، إنَّما هو كقولك رجلٌ هِلْبَاجَةٌ وفَقْفَاقَةٌ، أو يكون ذهب به إلى تأنيث العين؛ لأنَ التَّرْسِيعَ إنما يكون فيها، كما يقال جاءتكم القَصْمَاءُ لرجل أَقْصَمِ الثَنِيَّةِ، يُذْهَبُ به إلى سنِّهِ. وبُوهَةٌ: أحمقُ. وإنَّما خصَّ الأرنَب لأنّهم كانوا يعلِّقون كعبَها كالمعَاذَةِ، ويزعمون أنَّ من عَلّقه لم تضرَّه عينٌ ولا سحرٌ، لأن الجنَّ تمتطى الثعالبَ والظباء، والقنافد، وتجتنب الأرانب لمكانِ الحَيْضِ. يقول: هو من أولئك الحمقى.

[رصع]

  التَّرْصِيعُ: التركيبُ. يقال: تاجٌ مرصَّعٌ بالجواهر، وسيفٌ مرصَّعٌ، أى محلًّى بالرَّصَائِعِ، وهى حَلَقٌ يُحَلَّى بها، الواحدة رَصِيعَةٌ. وقال ابن شُميل: الرَّصَائِعُ: سيورٌ مضفورةٌ فى أسافل الحمائل. وأنشد:

  * وعَادَ الرَّصِيعُ نُهْيَةً للحَمَائِلِ⁣(⁣١) *

  يقول: انضمَّتْ سيوفهم فصار أسافلها أعاليها.

  ويقال: رَصِعَ به بالكسر يَرْصَعُ رَصَعاً، إذا لزق به.

  والأَرْصَعُ: لغةٌ فى الأَرْسَحِ، والأنثى رَصْعَاءُ مثل رَسْحَاءَ بَيِّنَةُ الرَّصَعِ.

  وربّما سَمَّوا فراخ النخل رَصَعاً، الواحدة رَصَعَةٌ. وقول رؤبة:

  * وَخْضاً إِلى النِصف وطَعْناً أَرْصَعا⁣(⁣٢) *


(١) وكذا وردت العبارة فى اللسان. أى «والأنثى مسعة».

(٢) ابن مالك الحميرى.

(٣) فى بعض النسخ «أرباعه» ولعله تحريف وهذا الشعر لامرئ القيس بن عانس الكندى لا المشهور، وهو بالنون قبل السين على ما صرح به فى شرح مسلم، خلافا لما طبع فى نسخ القاموس بالباء. قاله نصر. هذا وفى التكملة أن صوابه امرؤ القيس بن مالك الحميرى.

(٤) قال ابن برى فى اللسان: ويروى مُرَسَّعَةٌ بالرفع وفتح السين. قال: وهى رواية الأصمعى.

(١) صدره:

رميناهم حتى إذا أرتث جمعهم

ويروى: «وصَارَ». النُّهية: الغَايَة.

(٢) قبله:

نطعن منهن الخصور النبعا