الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

غير

صفحة 775 - الجزء 2

  وأَغَارَ على العدوِّ يُغِيرُ إغَارَةً ومُغَاراً، وكذلك غَاوَرَهُمْ مُغَاوَرَةً.

  ورجلٌ مِغْوَارٌ ومُغَاوِرٌ، أى مُقاتل، وقومٌ مَغَاوِيرُ، وخيلٌ مُغِيرَةٌ.

  ومُغِيرَةُ: اسمُ رجلٍ، وقد تكسر الميم، كما يقال مُنْتِنٌ ومِنْتِنٌ.

  والمُغِيرِيَّةُ: صنف من السَبَائِيَّةِ، نسبوا إلى مُغِيرَةَ بنِ سعيد، مولى بَجِيلَةَ.

  وأَغَرْتُ الحبلَ، أى فتلتُه، فهو مُغَارٌ.

  وأَغَارَ فلانٌ أهلَه، أى تزوَّجَ عليها، حكاه أبو عبيدٍ عن الأصمعىّ. وأَغَارَ، أى شَدَّ العَدْوَ وأسرعَ. وكانوا يقولون: «أَشْرِقْ ثَبِيرُ، كَيْمَا نُغِير»، أى نسرع للنَحْرِ.

  ومنه قولهم: أَغَارَ إغَارَةَ الثعلب، إذا أسرع ودفع فى عَدْوِهِ. وقال بشر بن أبى خازم:

  فَعَدِّ طِلَابَهَا وتَعَدَّ عنها ... بِحَرفٍ قد تُغِيرُ إذا تَبُوعُ

  واختلفوا فى قول الأعشى:

  نَبِىُّ يرى ما لا يَرَوْنَ⁣(⁣١) وذِكرُهُ ... أغار لَعَمْرِى فى البلاد وأَنْجَدَا

  قال الأصمعى: أَغَارَ بمعنى أسرع، وأنجد أى ارتفع. ولم يُرِدْ أتى الغَوْرَ ولا نَجْدًا.

  وليس عنده فى إتيان الغَوْرِ إلَّا غَارَ.

  وزعم الفرّاء أنَّها لغة، واحتج بهذا البيت.

  وناسٌ يقولون: أَغَارَ وأنجد، فإذا أفردوا قالوا: غَارَ؛ كما قالوا هَنَانِىَ الطعامُ ومَرَأنِىَ، فإذا أفردوا قالوا: أَمْرَانِى.

  والتَّغْوِيرُ: إتيانُ الغَوْرِ. يقال: غَوَّرْنَا وغُرْنَا بمعنىً.

  والتَّغْوِيرُ: القيلولة. يقال: غَوِّرُوا، أى انزِلُوا للقائلة.

  قال أبو عبيد: يقال للقائلة: الغائِرَةُ.

  واسْتَغَارَ، أى سَمِنَ ودخل فيه الشحم.

  وربَّما قالوا: اسْتَغَارَتِ القَرحَة، إذا تورَّمَتْ.

  وتَغَاوَرَ القوم: أغارَ بعضُهم على بعض.

[غير]

  الغِيرَةُ بالكسر: المِيرَةُ. وقد غَارَ أهلَه يَغِيرهم غِيَاراً، أى يَمِيرُهُمْ وينفعهم. قال الباهلى⁣(⁣١):

  ونَهْدِيَّةٍ شَمْطَاءَ أو حَارِثِيَّةٍ ... تُؤَمِّلُ نَهْباً من بَنِيهَا يَغِيرُها

  أى يأتيها بالغنيمة فقد قُتِلُوا. قال أبو عبيدة: يقال: غَارَنِي الرجل يَغيِرُنِي ويَغُورُنِي، إذا وَدَاكَ من الدِيَةِ. والاسم الغِيرَةُ أيضاً بالكسر، وجمعها غِيَرٌ. قال الشاعر⁣(⁣٢):


(١) ويروى: «ما لا ترون».

(١) هو مالك بن زغبة الباهلى.

(٢) بعض بنى عذرة.