الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

خفى

صفحة 2329 - الجزء 6

  لها مَتْنَتَانِ خَظَاتَا كما ... أَكَبَّ على ساعديه النَمِرْ

  أراد: خَظَاتَانِ فحذف النون استخفافاً.

  ويقال: أراد خَظَتَا فردّ الألفَ التى كانت سقطتْ لاجتماع الساكنين للواحد لمَّا تحركت التاء.

  والخَظَوَانُ بالتحريك: الذى ركب لحمُه بعضُه بعضاً. قال ابن السكيت: يقال رجلٌ خِنظِيانٌ، إذا كان فاحشاً.

  وخَنْظَى به، إذا ندّد به وأسمعه المكروه.

[خفى]

  الأصمعى: خَفَيْتُ الشئ أَخْفِيهِ: كتمته.

  وخَفَيْتُهُ أيضاً: أظهرته، وهو من الأضداد.

  وأبو عبيدة مثلَه. يقال: خَفَى المطرُ الفأرَ، إذا أخرجهنَّ من أنفاقهنّ، أى من جِحَرتهنّ. قال علقمةُ⁣(⁣١) يصف فرساً:

  خَفَاهُنَّ من أَنْفَاقِهِنَّ كأنَّمَا ... خَفَاهُنَّ وَدْقٌ ذو سَحَابٍ مُرَكَّبِ

  وأَخْفَيْتُ الشئ: سترته وكتمته.

  قال الأصمعى: الخافِى: الجِنُّ. قال الشاعر⁣(⁣٢):

  * ولا يُحَسُّ من الخَافِى بها أَثَرُ⁣(⁣٣) *

  وقال ابن مناذر: الخَافِيَةُ: ما يَخْفَى فى البدن من الجنّ. يقال به خَفِيَّةٌ، أى لَمَمٌ ومَسٌّ.

  وقولهم: أُسود خَفيّة، كقولهم أسود حَلْيَة، وهما مأسَدتان.

  وشئٌ خَفِىٌ، أى خَافٍ. ويجمع على خَفَاياً.

  والخَفِيَّةُ أيضا: الركِيَّة. قال ابن السكيت: وكلُّ رَكِيَّةٍ كانت حُفرتْ ثم تركتْ حتَّى اندفنت ثمَ حفروها ونَثَلُوها فهى خَفِيَّةٌ. وقال أبو عبيد: لأنَّها استُخرِجتْ وأظهرتْ.

  وخَفِىَ عليه الأثر يَخْفَى خَفَاءً، ممدودٌ.

  ويقال أيضا: بَرَحَ الخَفَاءُ، أى وضَح الأمر.

  قال يعقوب: وقال بعض العرب: «إذا حَسُنَ من المرأة خَفِيَّاها حَسُنَ سائرها»، يعنى صوتَها وأثر وطئها الأرضَ، لأنَّها إذا كانت رخيمة الصَوت دلّ ذلك على خَفَرها، وإذا كانت مقارَبَة


(١) قوله قال علقمة، الصواب قال امرؤ القيس: خفاهن ودق من عشى مجلب

هكذا فى ديوانه.

(٢) أعشى باهلة.

(٣) صدره:

يمشى ببيداء لا يمشى بها أحد