الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

دهر

صفحة 661 - الجزء 2

  يقول: هم أرباب المال، واهتمامهم بإبلهم أشدّ من اهتمام الرَاعى الذى ليس بمالكٍ لها.

  والدائرة: واحدةُ الدوائر. يقال: فى الفَرَسِ ثمانى عشرة دَائِرَةً.

  والدائِرَةُ: الهزيمة. يقال: عليهم دائرةُ السَوءِ.

  والمُدَارَةُ: جِلْدٌ يُدَارُ ويُخْرَزُ على هيئة الدَلْوِ فيستقَى بها. قال الراجز:

  لا يَسْتَقِى فى النَزَحِ المَضْفُوفِ ... إِلَّا مُدَارَاتُ الغُرُوب الجُوفِ

  يقول: لا يمكن أن يُسْتَقَى من الماء القليل إلا بدِلَاءٍ واسعة الأجواف، قصيرة الجوانب لتنغمس فى الماء وإن كان قليلاً فتمتلئ منه.

  ويقال هى من المُدَاراة فى الأمور. فمن قال هذا فإنه بكسر التاء فى موضع النَصْبِ أى بمُدَارَاةِ الدِلَاءِ، ويقول: «لا يُسْتَقَى» على ما لم يسم فاعله.

  ودُوَارٌ بالضم: صَنَمٌ، وقد يفتح. وقال امرؤ القيس:

  فَعَنَّ لنا سِرْبٌ كأنَّ نِعَاجَهُ ... عَذَارَى دُوَارٍ فى مُلَاءٍ مُذَيَّلِ

  والدُّوارُ أيضاً من دُوَارِ الرأس. يقال: دِيرَ بالرجل، وأُدِيرَ به.

  ودَيْرُ النصارى، أصله الواو، والجمع أَدْيَارٌ.

  والدَّيْرَانِىُ: صاحب الدَّيْرِ. وقال ابن الأعرابى: يقال للرجل إذا رَأَسَ أصحابه: هو رَأْسُ الدَّيْرِ.

[دهر]

  الدَّهْرُ: الزمان. قال الشاعر:

  إنَ دَهْرًا يَلُفُّ شَمْلِى بِجُمْلٍ ... لَزَمَانٌ يَهُمُّ بالإِحْسَانِ

  ويجمع على دُهُورٍ. ويقال: الدَّهْرُ: الأَبَدُ.

  وقولهم: دَهْرٌ دَاهِرٌ، كقولهم: أَبَدٌ أَبِيدٌ.

  وقولهم: دَهْرٌ دَهَارِيرُ، أى شديدٌ، كقولهم: ليْلَةٌ لَيْلَاءُ، ونَهَارٌ أَنْهَرُ، ويَوْمٌ أَيْوَمُ، وساعةٌ سَوْعَاءُ. وأنشد أبو عمرو بن العلاء لرجل من أهل نجد:

  وبينَمَا المَرْءُ فى الْأَحْيَاءِ مُغْتَبِطٌ ... إذا هو الرَمْسُ تَعْفُوهُ الأَعَاصِيرُ⁣(⁣١)

  حتى كأنْ لم يكنْ إلّا تَذَكُّرُهُ ... والدَّهْرُ أيَّتَما حالٍ⁣(⁣٢) دَهَارِيرُ

  ويقال: لا آتيك دَهْرَ الدَّاهرين، أى أبداً.

  وفى الحديث: «لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فإنَ الدهرَ هو الله»، لأنهم كانوا يُضِيفون النوازلَ إليه، فقيل


(١) لهذا البيت مع القصيدة التى هو منها قصة عجيبة مذكورة فى درة الغواص، ونقلها صاحب وفيات الأعيان أيضاً.

(٢) فى اللسان: «حين».