الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

غرف

صفحة 1409 - الجزء 4

فصل الغين

[غدف]

  الْغُدَافُ: غرابُ القَيظ، والجمع غِدْفَانٌ.

  وربَّما سمّوا النسر الكثير الريش غُدَافاً، وكذلك الشَعرَ الأسودَ الطَويل، والجناحَ الأسود. قال الكميت يصف الظليم وبيضَه:

  يَكْسُوهُ وَحْفاً غُدَافاً من قَطِيفَتِهِ ... ذاتِ الفُضُولِ مع الإشفاقِ والحَدبِ

  وأَغْدَفَتِ المرأةُ قِناعَها، أى أرسلته على وجهها. قال عنترة:

  إنْ تُغْدِفِى دونى القناعَ فإننى ... طَبٌّ بأَخْذِ الفارسِ المُسْتَلْئِمِ

  وأَغْدَفَ الليلُ، أى أرخى سدولَه.

  وأَغْدَفَ الصيادُ الشبكةَ على الصيد. وفى الحديث: «إنَّ قلب المؤمن أشدُّ ارتكاضاً من الذَنْبِ يصيبه، من العصفور حين يُغْدَفُ به».

[غرف]

  الغَرْفُ: شجرٌ يُدْبَغُ به. يقال: سِقَاءٌ غَرْفِىٌ، أى مدبوغ بالغَرْفِ. قال ذو الرمة:

  وَفْرَاءَ غَرْفِيَّةٍ أَثْأَى خَوَارِزُها ... مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْهُ بينها الكُتَبُ

  يعنى مزادةً دُبِغَتْ بالغَرْفِ. ومشلشلٌ من نعت السَرَبِ فى قوله⁣(⁣١):

  مَا بَالُ عَيْنكَ منها الماءُ ينسكبُ ... كأنّه من كُلَى مَفْرِيَّةٍ سَرَبُ

  وربَّما جاء بالتحريك، حكاه يعقوب.

  قال الشاعر⁣(⁣٢):

  أَمْسَى سُقَامٌ خَلَاءً لا أنيسَ به ... إلا السباعُ⁣(⁣٣) ومَرُّ الريح بالغَرَفِ

  سُقَامٌ: اسمُ وادٍ.

  يقال غَرِفَتِ الإبلُ، بالكسر، تَغْرَفُ غَرَفاً، إذا اشتكتْ عن أكل الغَرْفِ.

  والغَرِيفُ: الشجر الكثير الملتفُّ من أى شجرٍ كان. قال الأعشى:

  كَبُرْدِيَّةِ الغِيلِ وَسْطَ الغَرِي ... فِ ساقَ الرِصَافُ إليه غَدِيرَا⁣(⁣٤)

  وقيل: الغَرِيفُ فى هذا البيت: ماءٌ فى الأجمة.

  والغَرِيفَةُ: جلدةٌ من أَدَمٍ نحوٌ من شبرٍ


(١) ذو الرمة.

(٢) هو أبو خراش الهذلى.

(٣) فى اللسان: غير الذئاب ومر الريح. ويروى: غير السباع.

(٤) قال ابن برى: عجز الأعشى لصدر آخر غير هذا وتقرير البيتين:

كبردية الغيل وسط الغريف ... اذا خالط الماء منها السرورا

والبيت الآخر بعد هذا البيت ببيتين وهو:

أو اسفنظ عانة بعد الرقا ... د ساق الرصاف إليه غديرا