الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

أمه

صفحة 2224 - الجزء 6

  ذلك لمعنًى اختُصَّتْ به ليس فى غيرها، ولا شئ أولى بذلك المعنى من أن يكون المُعَوَّضُ من الحرف المحذوف الذى هو الفاء.

  وجَوَّزَ سيبويه أن يكون أصلُه لَاهاً على ما نذكره من بعد.

  وإلَاهَةُ: اسم موضعٍ بالجزيرة. وقال⁣(⁣١):

  كَفَى حَزَناً أن يرحَل الرَكْبُ غُدْوَةً ... وأُصْبِح فى عُلْيَا إلَاهَةَ ثاوِيا⁣(⁣٢)

  وكان قد نهشته حيّةٌ.

  وإلَاهَةُ أيضاً: اسمٌ للشمس غير مصروفٍ بلا ألفٍ ولامٍ، وربَّما صرفوه وأدخلوا فيه الألف واللام فقالوا الإلَاهَةُ⁣(⁣٣). وأنشدنى أبو علىّ:

  تَرَوَّحْنَا من اللَعْبَاءِ قَصْراً⁣(⁣٤) ... وأَعْجَلْنَا الإلاهةَ أنْ تَؤُوبا⁣(⁣٥)

  وقد جاء على هذا غير شئ من دخول لام المعرفة الاسمَ مرّةً وسقوطها أخرى، قالوا: لَقِيتُهُ النَدَرَى وفى نَدَرَى، وفَيْنَةً والفَيْنَةَ بعد الفَيْنَةِ، ونَسْرٌ والنَسْرُ: اسمُ صنمٍ، فكأنَّهم سَمَّوْها إلَاهةَ لتعظيمهم لها وعبادتِهم إيَّاها.

  والآلِهَةُ: الأصنامُ، سَمَّوها بذلك لاعتقادهم أنَّ العبادة تَحُقُّ لها، وأسماؤهم تَتْبَعُ اعتقاداتِهم لا ما عليه الشئ فى نفسه.

  والتَأْلِيهُ: التعبيد.

  والتَأَلُّهُ: التَّنَسُّكُ والتَعَبُّدُ. قال رؤبة:

  * سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ من تَأَلُّهِى⁣(⁣٦) *

  وتقول: أَلِهَ يَأْلَهُ أَلَهاً، أى تَحَيَّرَ؛ وأصله وَلِهَ يَوْلَهُ ولَهاً. وقد ألِهْتُ على فلانٍ، أى اشتدَّ جزعى عليه، مثل ولِهْتُ.

[أمه]

  الأَمَهُ: النِسيانُ. تقول منه: أَمِهَ بالكسر.

  وقرأ ابنُ عباس ®: (وادَّكَرَ بعدَ أَمَهٍ).

  قال الشاعر:

  أَمِهْتُ وكنتُ لا أنسى حديثاً ... كذاكَ الدهرُ يُودِى بالعُقُولِ

  وأمّا ما فى حديث الزهرىّ: «أمِهَ» بمعنى أقرّ واعترف، فهى لغة غير مشهورة.


(١) أفنون التغلبى، واسمه صُرَيْمُ بن معشر.

(٢) قبله:

لعمرك ما يدري الفتى كيف يتقى ... إذا هو لم يجعل له الله واقيا

(٣) فى التكملة «ألاهة» بالضم لا بالكسر. التكملة للصغانى ص ١١٣٣.

(٤) يروى: «عَصْراً»، و «قَسْراً».

(٥) بعده:

على مثل ابن مية فانعياه ... تشق نواعم البشر الجيوبا

(٦) قبله:

لله در الغانيات المده