الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

نأنأ

صفحة 74 - الجزء 1

فصل النون

[نأنأ]

  نَأْنَأْتُ فى الرأى، إذا خَلَّطْتَ فيه تخليطاً ولم تُبْرِمْهُ. قال الشاعر⁣(⁣١):

  فلا أَسْمَعَنْ فيكم⁣(⁣٢) بأَمْرٍ مُنَأْنَأٍ ... ضَعِيفٍ ولا تَسْمَعْ به هَامَتِى بَعْدِى⁣(⁣٣)

  أبو عمرو: النَأْنَأَةُ: الضَعْفُ، وفى الحديث: «طُوبَى لمن مَاتَ فى النَأْنَأَةِ» يعنى أَوَّلَ الإسلامِ قبل أن يَقْوَى.

  وقد نَأْنَأَ فى الأمر فهو رجل نَأْنَأٌ، أى ضعيفٌ. قال امرؤ القيس يمدح رجلا:

  لَعَمْرُكَ ما سَعْدٌ بِخُلَّةِ آثِمٍ ... ولا نَأْنَأٍ عِنْدَ الحِفَاظِ وَلَا حَصِرْ

  ونَأْنَأْتُهُ: نَهْنَهْتُهُ عما يريد وكَفَفْتُهُ عنه. وَتَنَأْنَأَ: ضَعُفَ واسْتَرْخَى.

[نبأ]

  النَّبْأَةُ: الصوت الخَفِىُّ. قال ذو الرُّمَّة:

  * بنَبْأَةِ الصَّوْتِ ما فى سَمْعِهِ كَذِبُ⁣(⁣٤) *

  ورَمَى فأَنْبَأَ، إذا لم يَشْرِمْ ولم يَخْدِشْ. وسَيْلٌ نَابِئٌ: جاء من بلد آخر، وكذلك رجلٌ نَابِئٌ. قال الشاعر⁣(⁣١):

  ولَكِنْ قَذَاهَا كلُّ أَشْعَثَ نَابِئٍ ... أَتَتْنَابه الأقدارُ من حيث لا ندرى

  أبو زيد: نَبَأْتُ على القوم أَنْبَأُ نَبْأً ونُبُوءًا، إذا طلعت عليهم. قال: وَنَبَأْتُ من أرضٍ إلى أرض، إذا خَرَجْتَ منْهَا إلى أخرى، وهذا المعنى أراده الأعرابىُّ بقوله: «يا نَبِيءَ الله»، أى: يا من خرج من مكة إلى المدينة، فأنكَرَ عليه الهمز⁣(⁣٢).

  ونَبَأَتْ به الأرض: جاءت به. قال الشاعر⁣(⁣٣):

  فنفسَكَ أَحرِزْ فإنَّ الحتو ... فَ يَنْبَأْنَ بالمرء فى كلِّ وادِ

  والنَّبَأُ: الخبر، تقول نَبَأَ ونَبَّأَ، أى: أَخْبَرَ، ومنه أُخِذَ النَّبِيءُ لأنه أَنْبَأَ عن الله تعالى، وهو فَعِيلٌ، بمعنى فاعِلٍ.

  قال سيبويه: ليس أحد من العرب إلا ويقول: تَنَبَّأَ مُسَيْلِمَةُ بالهمز، غير أنهم تركوا الهمز فى النَّبِيِ كما تركوه فى الذُرِّيَّةِ والبَرِيَّةِ والخَابِيَةِ، إلَّا أهل


(١) هو عبد هند بن زيد التغلبى جاهلى.

(٢) فى اللسان: «منكم».

(٣) بعده كما فى اللسان:

فان السنان يركب المرؤ حده ... من الخزي اويعدو على الاسد الورد

(٤) وصدره:

وقد توجس ركزا مقفر ندس

الندس بكسر الدال وضمها وتسكن: السريع الاستماع للصوت الخفى والفهم، يريد بذلك الصائد.

(١) هو الأخطل، وقبله:

الا فاسقياني وانفيا عني القدى ... فليس القدى بالعود يسقط في الخمر

وليس قذاها بالذي قدر يربيها ... ولا بذباب نزعه أيسر الأمر

(٢) فى اللسان: «فقال له: لا تنبر باسمى فإنما أنا نبى الله».

(٣) هو حنش بن مالك.