الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

لون

صفحة 2197 - الجزء 6

  وبعض النحويين يقول: أصله أَنَّ، واللام والكاف زائدتان، يدلُّ على ذلك أنَّ العرب تُدخِل اللام فى خبرها. وأنشد الفراء:

  * ولكنَّنى فى حُبِّهَا لَكَمِيدُ⁣(⁣١) *

  وقوله تعالى: {لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي}، يقال أصله لَكِنْ أنا، فحذفت الألف فالتقت نونان، فجاء بالتشديد لذلك.

[لن]

  لَنْ: حرفٌ لنفى الاستقبال، وتنصب به تقول: لَنْ تقوم.

[لون]

  اللَّوْنُ: هيئةٌ كالسَواد والحمرة.

  ولَوَّنْتُه فتَلَوَّنَ.

  واللَّوْنُ: النوع.

  وفلان مُتَلَوِّنٌ، إذا كان لا يثبُت على خُلُقٍ واحد.

  ولَوَّنَ البسرُ تَلْوِيناً، إذا بدا فيه أثر النُضْج.

  واللَّوْنُ: الدَقَلُ، وهو ضربٌ من النخل.

  وقال الأخفش: هو جماعةٌ، واحدتها لِينَةٌ، ولكن لما انكسر ما قبلها انقلبت الواو ياء.

  ومنه قوله تعالى: {ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ} وتمرها سمين يسمَّى العجوة، والجمع لِينٌ، وجمع اللِّينِ لِيَانٌ، مثل ذئب وذِئاب، قال امرؤ القيس:

  وسالفةٍ كسَحُوقِ اللِيَا ... نِ أَضْرَمَ فيها الغَوِىُّ السُعُرْ

[لهن]

  اللُّهْنَةُ بالضم: السُلْفَةُ، وهو ما يتعلَّل به الإنسان قبل إدراك الطعام. تقول لَهَّنْتُه تَلْهِيناً فتَلَهَّنَ، أى سلَّفته. ويقال: أَلْهَنْتُهُ، إذا أهديتَ له شيئاً عند قُدومه من سفره.

  وقولهم: لَهِنّكَ بفتح اللام وكسر الهاء: كلمةٌ تستَعمل عند التوكيد، وأصلها لَإنّكَ، فأبدلت الهمزة هاءً، كما قالوا فى إيَّاك: هِيَّاك.

  وإنَّما جاز أن يُجمع بين اللام وإنَّ وكلاهما للتوكيد لأنّك لما أبدلت الهمزة هاءً زال لفظُ إنَّ فصار كأنّها شئ آخر. قال الشاعر:

  لَهِنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لَوَسِيمَةٌ ... على كاذبٍ من وعدها ضَوْءُ صَادِقَ

  اللام الأولى للتوكيد، والثانية لام إنَّ.

  وقال أبو عُبيد: أنشدنا الكسائى:

  لَهِنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لَوَسِيمَةٌ ... على هَنَوَاتٍ كاذبٍ من يقولها⁣(⁣٢)


(١) الرواية: «لعميد» بالعين.

(٢) قبله:

وبي من تباريح الصبابة لوعة ... قتيلة أشواق وشوق قتيلها