الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

وخد

صفحة 548 - الجزء 2

  كأنك قلت: أَوْحَدْتُهُ برؤيتى إيحاداً، أى لم أر غيره، ثمَّ وضعت وحدَه هذا الموضع.

  وقال أبو العباس: يحتمل أيضاً وجهاً آخر وهو أن يكون الرجل فى نفسه منفرداً، كأنك قلت: رأيت رجلا منفرداً انفراداً، ثم وضعت وَحْدَهُ موضعه.

  ولا يضاف إلّا فى قولهم: فلانٌ نسيجُ وحدِهِ، وهو مدحٌ. وجُحَيشُ وحدِهِ وعُيَيْرُ وحدِهِ، وهما ذمُّ. كأنك قلت: نسيجُ إفرادٍ، فلما وضعْتَ وحدَه موضعَ مصدرٍ مجرورٍ جررته.

  وربما قالوا: رُجَيْلُ وحدِهِ.

  والواحدُ: أولُ العددِ، والجمع وُحْدَانٌ وأُحْدَانٌ، مثل شابٍّ وشبّانٍ، وراعٍ ورُعيانٍ.

  قال الفراء: يقال أنتم حىٌ واحدٌ وحىٌ وَاحِدُونَ، كما يقال: شِرْذِمَةٌ قليلون. وأنشد للكميت:

  فَضَمَّ قَوَاصِىَ الأَحْياءِ منهم ... فقد رَجَعُوا كَحَىٍ وَاحِدِينا

  ويقال: وَحَّدَهُ وأَحَّدَهُ، كما يقال ثَنَّاهُ وثلَّثَه.

  ورجلٌ وَحَدٌ ووَحِدٌ⁣(⁣١) ووَحِيدٌ، أى منفردٌ.

  وتَوَحَّدَ برأيه: تَفَرَّدَ به.

  وبنو الوحيدِ: بطنٌ من العرب من بنى كلاب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

  وتَوَحَّدَهُ الله بعصمته، أى عصَمه ولم يَكِلْهُ إلى غيره.

  وأَوْحَدَتِ الشاةُ فهى مُوحِدٌ، أى وضعتْ وَاحِداً، مثل أَفَذَّتْ.

  وفلانٌ واحِدُ دَهرِهِ، أى لا نظير له. وفلان لا وَاحِدَ له. وأَوْحَدَهُ الله: جعله واحِدَ زمانِه.

  وفلانٌ أَوْحَدُ أهلِ زمانِه، والجمع أُحْدَانٌ، مثل أسودٍ وسُودَانٍ، وأصله وُحْدَان. قال الكميت:

  فباكَرَهُ والشَمْسُ لم يَبْدُ قَرْنُها ... بأُحْدانِهِ المُسْتَوْلِغاتِ المُكَلِّبُ

  يعنى كلابَه التى لا مثلها كلابٌ، أى هى واحِدةُ الكلابِ.

  ويقال: لستَ فى هذا الأمر بأَوْحَدَ؛ ولا يقال للأنثى وَحْدَاءُ.

  وتقول: أَعْطِ كلَ واحدٍ منهم على حِدَةٍ، أى على حِيالِهِ. والهاءُ عِوَضٌ من الواو.

  ودخلوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ، أى فُرادَى.

  وقولهم: أُحَادَ ووُحَادَ ومَوْحَدٌ، غيرُ مصروفاتٍ، لِما ذكرناه فى ثُلَاثَ.

  والمِيحَادُ من الواحِدِ كالمِعْشَارِ مِنَ العَشَرَةِ.

[وخد]

  الوَخْدُ: ضربٌ من سير الإبل. وقد وَخَدَ البعيرُ يَخِدُ وَخْداً ووَخَدَاناً، وهو أن يرمِىَ بقوائمه كمشى النَعام، فهو واخِدٌ ووَخَّادٌ.


(١) وَحَدٌ الأول بفتح الحاء، والثانى بكسرها، وفى المخطوطة: «وَحَدٌ ووُحُدٌ».