الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

حمض

صفحة 1072 - الجزء 3

  ونحن إذا عِمَادُ القَوْمِ خَرَّتْ ... على الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يلِينا

  أى خَرَّتْ على المتاع. ويروى «عن الأَحْفَاضِ»، أى خَرَّتْ عن الإبل التى تحمل خُرْثِىَّ البيت.

  وحَفَضْتُ العُودَ حَفْضاً: حَنَيْتُهُ وعَطَفته.

  قال رؤبة:

  * إِمَّا تَرَىْ دَهْراً حَنَانِى حَفْضَا⁣(⁣١) *

  فجعله مصدراً لَحِنَانِى، لأنَّ حَنَانِي وحفضني واحدٌ.

  قال الأصمعىّ: حَفَضْتُ الشيءَ: ألقيته من يدى وطرحته. قال: ومنه حَفَّضْتُهُ تَحْفِيضاً.

  قال أمية:

  وَحُفِّضَتِ البُدُورُ وَأَرْدَفَتْهُمْ ... فُضُولُ اللهِ وَانْتَهَتِ القُسُومُ⁣(⁣٢)

  قال: ويروى «النُذُورُ».

[حمض]

  الحُمُوضَةُ: طعمُ الحَامِضِ.

  وقد حَمُضَ الشيءُ بالضم، وحَمَضَ الشيءُ أيضاً بالفتح، يَحْمُضُ حُمُوضَةً وحَمْضاً أيضا.

  يقال: جاءنا بإدْلَةٍ ما تُطَاقُ حَمْضاً، أى حُمُوضَةً، وهى اللبن الخاثر الشديد الحُمُوضَةِ. وقولهم: فلان حَامِضُ الرئتين، أى مُرُّ النفسِ.

  والحَمْضُ: ما مَلُحَ وأَمَرَّ من النبات، كالرِمْثِ والأثْلِ والطَرْفَاءِ ونحوها.

  والخُلَّةُ من النبت: ما كان حُلوًا. تقول العرب: الخُلّةُ خبزُ الإبل والحَمْضُ فاكهتُها، ويقال لحمُهَا. والجمع الحُمُوضُ. قال الراجز:

  تَرْعَى⁣(⁣١) الغَضَى من جَانِبَىْ مُشَفِّقِ ... غِبًّا ومن يَرْعَ الحُمُوضَ يَغْفِقِ

  أى يَرِدُ الماءَ كل ساعة. ومنه قولهم للرجل إذا جاء متهدِّداً: أنت مُختلٌ فتَحَمَّضْ.

  والحَمْضَةُ: الشهوةُ للشيء.

  وفى حديث الزهرىِ: «الأذنُ مَحَّاجَةٌ ولِلنَفسِ⁣(⁣٢) حَمْضَةٌ»؛ وإنما أُخِذَتْ من شهوة الإبل للحَمْضِ، لأنَّها إذا مَلَّتِ الخُلَّةَ اشتهت الحَمْضَ فتُحَوَّلُ إليه.

  وأَحْمَضَتِ الأرضُ فهى مُحْمِضَةٌ، أى كثيرة الحَمْضِ.

  والتَّحْمِيضُ: الإقلالُ من الشيء، يقال حَمَّضَ لنا فلان فى القِرَى، أى قَلَّلَ.

  وأمَّا قول الأغلب العجلىِّ:

  * لا يُحْسِنُ التَّحْمِيضَ إِلَّا سَرْدَا*


(١) بعده:

أطر الصناعين العريش القعضا

(٢) القسوم: الأيمان، والبيت فى صفة الجنة.

(١) فى اللسان: يرعى.

(٢) فى المطبوعة الأولى: «والنفس»، صوابه من اللسان.